التقارير

تقرير خاص: "حيوان" يشغل بال #السعودية وشيوخها.. ودماء الأبرياء خارج الحسبان!

 

محمد الفرج


بات الشغل الشاغل للمملكة السعودية وشعبها وحكامها، هو الخروج بفتوى حول أكل لحم التمساح بعد اختلاف العلماء.

سبب ذلك الجدل يعود لفيديو ضجت به مواقع التواصل الاجتماعي لمجموعة من الشباب السعوديين اصطادوا تمساحا ضخما، ثم بدأوا في أكله بعد سلخ جلده وشويه.

وانتشر فيديو للصيادين الشُبان وهم يحملون التمساح الذي اصطادوه من إحدى بحيرات جنوب إفريقيا إلى غرفة وقاموا بشوائه وأكله، وذلك خلال رحلة “قنص” سفاري قاموا بها.

وعن الحكم الشرعي لأكل لحم التمساح ذكر سعد الخثلان، عضو هيئة كبار العلماء بالسعودية، ردا على سؤال متعلق بحكم أكل لحم التمساح، مبينا أن العلماء لديهم قولان بشأن حكم أكل لحم التمساح.

وأوضح أن التماسيح تعتبر حيوانات برمائية تعيش في البر والبحر، وقد اختلف العلماء حول حكم أكلها، فبعضهم رأى أن أكل لحم التمساح حلال، وهؤلاء استندوا إلى أنه حيوان بحري.

أما البعض الآخر رأى أن التماسيح لها ناب يفترس به الإنسان والحيوان، وأن أن من أجاز أنه حيوان بحري غير صحيح لأنه من الحيوانات البرمائية، وخلصوا إلى أن ” أكل لحم التمساح حرام”.

أما تعليقات المغردين فتراوحت بين الإعجاب والدهشة والاستبشاع، وأطال بعضهم الحديث في تناول الحكم الفقهي والإشارة إلى الخلاف حوله، مستشهدين بمقطعٍ لعضو هيئة كبار العلماء الشيخ سعد الخثلان يبين فيه الخلاف حول المسألة، قبل أن يرجح تحريم أكل التمساح باعتباره حيوان برمائي له ناب يفترس الإنسان والحيوان.

حرام أم حلال !

ومهما كانت الفتوى في النهاية، فالقضية موضوع عابر والأحرى بالمفتيين أن يفتوا بماهية الحرب التي يشنها تحالف السعودية على اليمن أحرام هي أم حلال، تلك الحرب التي جعلت البلاد في حصار جر بشعبها لتناول طعام لا يقدر أي سعودي على تناوله، وتمنوا لو أنه يذوقون لحم التمساح.

المجاعة التي تلوح في أفق اليمن قد تكون الأسوأ في تاريخ العالم الحديث، و حياة مئات الآلاف من اليمنيين على المحك، بين رصاصات الحرب وقصف التحالف السعودي الإماراتي وسوء التغذية وتفشي الأوبئة والأمراض، في بلد أثقلت الصراعات المتواصلة كاهل سكانه، وسط تساؤلات عن الوقت الذي سوف تستغرقه أطراف النزاع لوقف المأساة الإنسانية في البلاد التي لا يوجد مبرر لاستمرارها.

لم تشغل القضايا الإنسانية في اليمن بال أي سعودي ولا حتى شيوخهم ولم تصدر فتاوى تحرم قتل أطفال اليمن أو تجويعهم، ليشغل بالهم فقط حيوان برمائي كان تسلية لمجموعة شبان.

أضيف بتاريخ :2019/08/22

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد