آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
فهيد العديم
عن الكاتب :
كاتب سعودي في صحيفة مكة صدر له كتاب (أشلاء أخرى)و (الحقيقة وحيدة في الكازينو)

من فكر الإسكان لـ «وعي» الماء!


فهيد العديم ..

وهل نكمل العنوان بـ»يا قلب لا تحزن»، أم ننتظر حتى يقول مسؤول قادم إن تباطؤ أداء وزارته سببه قلب المواطن الذي أصبح نبضه غير منتظم؟!

السيد المواطن – بالطبع – سيرفض هذه التهمة، وكي يثبت سلامة قلبه سيتوجه لوزارة الصحة لتنفي التهمة عنه، لكن – لسوء حظه – أن الصحة ستصدمه بمعلومة جديدة وهي أنه لا يعاني من تباطؤ نبضات القلب؛ لأن لا قلب لديه من الأساس!

ففي قضية الإسكان «الفكرية» رفع المواطن سقف طموحه عاليا، وسوّلت له نفسه بحلم امتلاك منزل، ففاجأته الوزارة بأن الأمر سهل جدا، فالحل أن يشتري بيتا، وإن لم يكن معه (فلوس) فليقترض قرضا ميسرا تفاهمت فيه الوزارة والبنوك (تفاهمت ترجمة غير حرفية لكلمة تواطأت) مما جعل المواطن يخفض سقف أحلامه، ويتمنى فقط أن تجد الوزارة حلا لضبط إيجار الشقق، وهنا تنهدت الوزارة داعية أن يلهمها الله الصبر على هذا المواطن الذي يعاني من أزمة فكر، فلا يوجد بالأساس أزمة في ارتفاع الأسعار، إنما هي مشكلة صنعها المواطن بنفسه من خلال إصرار الموظف الذي يعمل في مدينة الرياض أنه يريد شقة في الرياض مما سبب تكدسا في العاصمة، والحل بسيط جدا فلو بحث المواطن الموظف في الرياض عن شقة في قرية الطوال لوجد بسعر مناسب، والذي يعمل في الدمام بإمكانه أن يجد شقة بسعر مغر في أم الجماجم.. وهكذا، لكن الترف المبالغ فيه هو ما تسبب في الأزمة المزعومة، الأمر ذاته يندرج على وزارة المياه التي كانت أكثر لباقة من الإسكان ولم تصدم المواطن بحقيقة أنه (لا يفهم) إلا بعد تهيئة نفسية، إذ سعت «بمصارحته» بطريقة تدريجية، فأوضحت في البداية أن التعرفة الجديدة لن تؤثر على المواطن العادي، ثم في المرحلة الثانية من المواجهة قالت: (زيادة تعرفة المياه والكهرباء طفيفة)، ولما فوجئ المواطن بأن فاتورة المياه تعادل إيجار الشقة نفسها قالت له الوزارة إن السبب هو عدم وعيك!، وطبعا سيقول المفكرون السعوديون إن ذلك حقيقة فعلا ودليل على ضعف مخرجات التعليم!

الأمر لا يحتمل هذه الضجة فالوزارة تقول بصراحة: (فاتورة المياه لا تصل إلى نصف فاتورة جوال أحد أفراد الأسرة)، والمقصود طبعا هو أحد أفراد أسرة المسؤول وليس المواطن، لكن كالعادة المواطن بلا فكر ولا وعي ويعتقد أنه المقصود، ثم – وهو الأهم – إذا كانت شركات الاتصالات تسرقك ليلا ونهارا، ومع ذلك تتعايش معها فلماذا الاعتراض على الماء؟

والأكثر أهمية أن المال ليس هو الأهم، الأهم هو الرسالة العظيمة التي تقوم بها وزارة المياه فهي تدعو - بطريقة ذكية - المواطن المسلم للتأمل في قوله تعالي (وجعلنا من الماء كل شيء حي)، وبعد تأمل بهذه الآية الكريمة أذكر قائد كتيبتنا الأستاذ لؤي مطبقاني أن الماء عنصر مهم في الحبر فلـ(.....) ما بين الأقواس حذفته (بيدي نكاية في الرقيب)، وكي لا يأتي صوت علي الزيد بجدّيته المخيفة: (وأنت من جد تبي هالمقال يُنشر؟).

صحيفة مكة

أضيف بتاريخ :2016/03/26

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد