آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عبد الوهاب جمال
عن الكاتب :
كاتب وناشط كويتي

عمان والكويت رائدتا السلام في المنطقة


 عبدالوهاب جابر جمال ..

انتشر في الأيام الماضية صيت جميل لسلطنة عمان ودولة الكويت على أنهما دولتان رائدتان في مجال السياسة الخارجية المتزنة والمبادرة لنشر السلام ووأد الخلافات والفتن في المنطقة .

فعمان عرف عنها بأنها بلد التسامح والتعايش الداخلي والسياسة الخارجية المتزنة والدبلوماسية ، والكويت كذلك تسير في نفس الخط المعتدل الذي تحتاجه الأمة لانتشالها من بحيرات الدم التي تغرق بها يوماً بعد آخر .

فسلطنة عمان بحكمة قيادتها وشعبها ساهمت بإخماد نار الحرب التي كادت أن تشتعل من قبل القوى الكبرى ضد إيران بسبب برنامجها النووي ، حيث كان لها الدور البارز في التوقيع على الاتفاق النووي بين إيران والدول الكبرى والذي كان له الفضل في إبعاد شبح الحرب ، بالإضافة إلى مبادراتها المتكررة لوقف نزيف الدم في اليمن مما جعل من صورة السلطان قابوس زينة تتزين بها شوارع اليمن بمختلف مناطقها .

وفي نفس السياق نستمع هذه الأيام للدور الكبير التي تلعبه الكويت في عدة ملفات بالعالم ، أبرزها حل الملف اليمني و المصالحة بين إيران ودول الخليج العربية .

ففي الموضوع اليمني ، صرح قبل أيام المبعوث الأممي في اليمن عن نية الكويت لاستضافة الأطراف اليمنية المتصارعة على طاولة حوار بعد إعلان وقف إطلاق النار لحل مشاكلهم وإنهاء الأزمة التي أتمت عامها الأول ، وفي ملف الخلافات بين إيران والدول الخليجية جميعنا قرأ أو سمع بالتقرير الذي نشرته جريدة الرأي قبل مدة عن وساطة تقودها الكويت باسم سمو الأمير بطلب من الرئيس الإيراني لإذابة الجليد وفتح صفة جديدة بين الطرفين مما سيجلب الخير الكثير للمنطقة ، ويحفظها من شر الحرب .

وهذه الدبلوماسية باتت تحتاجها أمتنا هذه الأيام أكثر من قبل خصوصاً مع انتشار شبح الحرب في أغلب مناطقها وزيادة القتل والدمار ، نحتاج هذه السياسة المتزنة لنكون واسطة خير لوقف شلالات الدم التي نشاهدها بشكل يومي ، ولنتفرغ بعد إطفاء نار الحروب شعوباً وحكومات لمواجهة العدو الحقيقي وأدواته "التكفيريين" بالإضافة لمواجهة مشاكلنا الإقتصادية الداخلية التي أصبحت تهددنا فعلياً وحلها .

كما أن هذه السياسة الدبلوماسية المتزنة ستجعل من الدولة التي تتبناها نقطة ارتكاز للوسطية بين الدول الأخرى وستجلب لها محبة الشعوب وتجعلها دولة محورية في العالم .

وعلى الرغم من جمال هذا الصيت وجمال هذه السياسة إلا أننا في الكويت بتنا نستمع لأصوات نشاز ترفض هذه الوساطات و تضغط لدخول الكويت بشكل مباشر في الصراعات كطرف من الأطراف ، هذه الفئة (رغم قلة عددها وصوتها العالي) لا تخرج من أمرين إما أنها تعشق رائحة الدماء وتقتات عليه وتربح منه ، أو أن طائفيتها و عنصريتها تحتم عليها ذلك .

فهل جهلت أو تجاهلت هذه الفئة أن مصلحة الكويت والتي تقع في موقع جغرافي خطر من مصلحتها أن تمارس هذه السياسة المتوازنة وعدم دخولها في حرب المحاور ، و من مصلحتها أن يعم السلم والأمن والأمان في المنطقة .

فاليوم دورنا نحن  كشعوب أن نضع أيدانا معاً لنشر ثقافة رفض الحرب ولنكن من صناع قرارات السلم ، وأن نرسل رسائل صريحة لحكوماتنا بتأييدنا لمساعي الوساطة التي تقوم بها ورغبتنا بإيقاف الحروب ونضغط للإستمرارها بهذا الطريق.

وندع الله أن يسدد عمان والكويت في هذا الطريق ويعينهما لنشر السلام وإذابة جليد الفتن والخلافات ،وندع الله أيضاً أن يرزق بقية دول الإقليم الوعي والحكمة ليلتحقوا بركب السلام ونبذ الفتن والحروب .

أضيف بتاريخ :2016/03/29

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد