التقارير

تقرير خاص: بين #السعودية و #روسيا .. #كورونا النفط تصل لـ #أمريكا

 

رائد الماجد..

خسائر جديدة منيت بها بورصات دول الخليج مع هبوط أسعار النفط لأدنى مستوياتها منذ أربع سنوات، وتأثرت بدورها السوق الأوروبية بمن هذا الهبوط الناتج عن الإجراءات الصارمة التي تتخذها الدول لمنع انتشار فيروس كورونا المستجد من جهة، وصراع الأسعار بين السعودية وروسيا من جهة أخرى.

وغداة إعلان شركة آرامكو السعودية النفطية عن تراجع أرباحها بنحو 20 بالمئة لعام 2019، فقد سهمها في السوق 3.14 بالمئة بينما خسرت سوق التداول الوطني 5.2 بالمئة.

وبشكل عام سجلت أسعار النفط انخفاضا حادا بعد الإعلان السعودي عن زيادة إنتاجه، حيث أعلنت الرياض عن تخفيض أسعار نفطها لشهر أبريل/نيسان، ضمن خطوات تصعيدية بين كل من الرياض وموسكو، فيما أطلق عليه خبراء اقتصاديون "حرب أسعار النفط".

كما سجلت بورصة أبوظبي تراجعا كبيرا بنسبة 7.8 بالمئة وبورصة دبي بنسبة 6.2 بالمئة، كما واصلت بورصة الكويت تسجيل خسائر.

وتعود هذه التطورات في سوق النفط إلى فشل تحالف "أوبك+" الأسبوع الماضي في التوصل إلى اتفاق لخفض إنتاج النفط، وذلك بعد تراجع الطلب بسبب تفشي "كورونا"؛ ما دفع السعودية لاتخاذ خطوات انتقامية تجاه روسيا، لكن ذلك أطلق موجة عالمية من تراجع الأسعار.

الخبير الاقتصادي الدولي السابق في مؤسسة "غولد مان ساكس" إسماعيل الكنوني رأى في هذا السياق أن حرب أسعار النفط بين السعودية وروسيا هي معركة "خاسر-خاسر" لأنه لا أحد مستفيد من هذا الوضع والنتيجة المباشرة لمعركة الأسعار ستقع على المنتجين الأميركيين.

وفعلاً، لم تكن السوق الأميركية بعيدة عن هذه التأثيرات فقد تم تعليق التداول في بورصة وول ستريت بعد بدء الجلسة لفترة وجيزة، بعدما سجل سهم "إس أند بي 500" خسارة بنسبة سبعة بالمئة، وذلك رغم جهود الاحتياطي الفدرالي لطمانة الأسواق.

وكأول اجراء أمريكي للرد على تلك الخسائر التي لحقت بأسواقهم، وقع 13 سيناتورا جمهوريا بمجلس الشيوخ الأمريكي رسالة إلى ولي العهد السعودي "محمد بن سلمان" طالبوا خلالها بعدول المملكة عن قرارها زيادة إنتاج النفط وإغراق الأسواق العالمية بالخام.

فالانهيار الحاد في أسعار النفط عالميا؛ أثر بشكل بالغ على أسعار النفط الصخري الأمريكي، لذلك طلب السناتوريون رؤية توجيهات وزارة الطاقة السعودية بخفض أسعار النفط الخام وزيادة الطاقة الإنتاجية. 

ويُخشى من دخول الاقتصاد العالمي في مرحلة انكماش، فالوضع العالمي الحالي قد يؤدي إلى أزمة حقيقية، وحلها قد يتطلب سنة إلى سنتين، نحن الآن أمام وضع استثنائي جاء من خارج الأسواق المالية، والناس غير قادرين على قياسه، لأنه حتى الآن لا نعرف حجم الخسائر التي سيتسبب فيها فيروس كورونا، كما أن هناك تراجعا في الطلب على النفط لكون هناك توقف عن السفر، والشركات الصناعية سيتراجع نشاطها وبالتالي حجم الحاجة للنفط سيهوي، فليس هذا الوقت المناسب لتقوم السعودية بحرب نفطية مع روسيا فتكون من أكبر الخاسرين.

أضيف بتاريخ :2020/03/20

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد