التقارير

تقرير خاص: تعاون رسمي وغير رسمي.. فضيحة جديد في سجل علاقة #السعودية و"إسرائيل" 

 

محمد الفرج

قد يفاجأ المتابع للاضطرابات التي تضرب الشرق الأوسط بالعلاقات الودية التي يتم بناءها على نحو متزايد بين "إسرائيل" والمملكة  السعودية، الدولتان العدوتان ظاهراً والحليفتان باطناً.

بدأت تظهر العلاقة للعلن منذ نوفمبر 2015، أعرب حينها وزير النفط السعودي علي النعيمي عن استعداد بلاده لبيع النفط لـ"إسرائيل"، التي لاتزال "دولة" غير معترف بها رسميًا من قِبل السعودية، حيث صرّح في مؤتمر صحفي في فيننا بقوله "لطالما كان جلالة الملك عبد الله نموذجًا للعلاقات الطيبة بين المملكة العربية السعودية وغيرها من الدول، والدولة اليهودية ليست استثناء".

لكن أبرز مشاهد التعاون غير الرسمي بين الجانبين، هو التعاون غير المسبوق الذي وقع في بداية ستينيات القرن الماضي، حيث وجدت "إسرائيل" والمملكة  السعودية أرضية مشتركة للتعاون في مواجهة البلدان أو الحركات التي تهدد وجودهما بشكل صريح، وفي تلك الفترة لم يقتصر التعاون ما بين البلدين على تقارب الإستراتيجيات، بل تعداه ليصل إلى مرحلة التعاون على المستوى التكتيكي.

ووصل التعاون للمستوى التكنلوجي العالي، كما كشفت صحيفة "القدس العربي" عن وجود دعوى قضائية عن قيام شركة تجسس إسرائيلية تدعى “إن اس او” باختراق ما يقارب من 1400 مستخدم على تطبيق “واتساب” في عام 2019.

هذه الشركة الإسرائيلية استخدمتها السعودية والإمارات في عملية قرصنة لمعارضين في الخارج زاعمة أن الغرض الوحيد منها هو توفير التكنولوجيا للمخابرات الحكومية المرخصة ووكالات إنفاذ القانون لمساعدتها على مكافحة الإرهاب والجرائم الخطيرة.

يمكن اعتبار هذه القضية مؤشر جديد على المرونة السعودية للكيان المحتل، فقد سمحت السعودية قبل نحو سنتين لرحلات شركة الطيران الهندية أن تمر بين الأراضي المحتلة والهند في مجالها الجوي، وهكذا تقصر الرحلة الجوية إلى الهند من 7 إلى 5 ساعات.

كما وردت أنياء عن وجود شركات سايبر وتكنولوجيا إسرائيلية مسجلة في الخارج تعمل في السوق السعودية، ويدور الحديث أساساً عن وجود عرب من خريجي الجامعات في "إسرائيل" في مجال الطب، والتخطيط والهندسة، وأيضاً عن عمال يدويين وأصحاب مهن أبسط.

لاتزال العلاقات غير الرسمية بين البلدين مستمرة حتى الآن، فالرياض تغض الطرف عن الواردات من المنتجات الإسرائيلية التي تدخل البلاد، كما أن رجال الأعمال السعوديين يشترون العقارات في تل أبيب من خلال أطراف ثالثة، لهذا ماتزال التكهنات حول المناقشات الدبلوماسية والأمنية السرية بين الطرفين مستمرة حتى الآن.

بناء عليه، لا يمكن القول إن المؤشرات الأخيرة على ازدياد حميمية العلاقة السعودية الإسرائيلية بشكل تدريجي وارتفاع مستوى التعامل بين الطرفين خلف الستار هو أمر جديد، وينبغي علينا ألا نصاب بالدهشة إذا تم اتخاذ خطوات جريئة لفتح الباب علنًا أمام حقبة جديدة من التعاون الإقليمي ما بين السعودية و"إسرائيل".

أضيف بتاريخ :2020/04/28

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد