آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
د. عبد المحسن يوسف جمال
عن الكاتب :
كاتب ومؤلف كويتي

«وقف الحروب أولوية عالمية»


عبدالمحسن يوسف جمال ..

بعد أن استمرت النزاعات المسلحة في البلاد العربية عدة سنوات دون أن تؤدي إلى نتيجة أو حسم واضح، بل أنها خلقت مناخا مناسبا لنمو العصابات التكفيرية التي خلقت حربا دينية بين المواطنين الآمنين فقتلتهم على أساس الدين، وشردت المواطنين المسيحيين والأقليات الأخرى، وزرعت فتنة طائفية هنا وهناك لم يكن من نتائجها إلا القتل والخراب والتشريد.

ها هو العالم المتحضر يقف اليوم ممثلا بالأمم المتحدة ليفرض رأيه بإيقاف هذه الحروب التي تحولت إلى حروب عبثية لم تستطع أن تجد حلولا، بل شردت وقتلت وأحدثت دمارا غير مسبوق.

الحلول ستكون سريعة ليتفرق الجميع لمحاربة فكر تكفيري جديد انتشر كالنار في الهشيم في أرض الحضارات الإنسانية، فلقد تم الاعتداء على التراث الإنساني، وتم هدم الآثار القديمة بما في ذلك بعض المدن التاريخية، حيث أن هذا الفكر الدخيل على الإنسانية يحارب التراث والتاريخ وكل إبداعات الإنسان، وينبذ الفكر البشري والانجازات العمرانية ويخرب حتى القبور ومقامات الصالحين بما في ذلك المناطق التراثية التي سجلتها الأمم المتحدة لتكون سجلا متوارثا للبشرية على مدار التاريخ.
اليوم تجري المحادثات، التي تشارك فيها الدول الكبرى من خلال الأمم المتحدة، لتعلن أن الحلول لن تكون من خلال أسلحة الفتك والتدمير، بل ستكون من خلال الحوار والكلمة واحترام السلام.

كل ذلك يحتاج أيضا إلى إعادة إعمار لكل ما هدمته هذه الحروب والمعارك، وذلك يحتاج إلى صندوق إعمار كان يمكن أن يكون لتعمير هذه الدول قبل الحروب، ولكنها الآن توضع لإعمار ما خربته تلك المعارك.

ايّا كانت الأمور فان الوصول إلى السلام ولو متأخرا أفضل من عدم الوصول.
ما نأمله أن تنجح هذه المفاوضات لإحلال السلام وتفرغ الجميع لمحاربة الفكر التكفيري المعادي للإنسانية وتراثها التاريخي،ولإعمار كل ما هدمته حروب لا طائل منها.

جريدة القبس الكويتية

أضيف بتاريخ :2016/04/09

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد