التقارير

تقرير خاص: بيروشيما #بيروت قيد التداول والتحليل والآثار الاقتصادية أسوأ من المتوقع

 

محمد الفرج..

ما حصل مساء 4 آب الجاري في مرفأ بيروت لازال قيد التداول والتحليل، ففي الوقت الذي ينتظر فيه العالم نتائج التحقيقات التي ستصدر عن أجهزة الأمن اللبنانية، أظهر العديد من الناشطين على مواقع التواصل الاجتماعي من مختلف دول العالم حالة التعاطف مع الدمار الكبير الذي حصل في العاصمة اللبنانية، نتيجة انفجار "عنبر 12" في مرفأ بيروت الذي يحوي على مئات الأطنان من مادة نترات الأمونيوم، في حين ناقش المحللون خلفيات هذا الانفجار والأسباب المحتملة.

فنشرت صحيفة "لاكروا" الفرنسية مقالاً حول الآثار الاقتصادية التي ستنجم عن هذا الانفجار، حيث ورد فيها:

"لطالما كانت منطقة الميناء مركز ثقل الدولة اللبنانية وازدهارها، فاحتمال إعادة إعمار الميناء يبدو بعيداً، خاصة أنها ستتطلب الكثير من المال من حكومة تواجه أصلاً أزمة مالية غير مسبوقة.. ودمار ميناء بيروت سيؤثر بسرعة كبيرة على الحياة اليومية لسبعة ملايين نسمة في لبنان، فهذا الميناء يعد ضرورياً لاقتصاد بلد يعتمد بشكل كبير على الخارج، كونه يستورد 70 إلى 80 % من احتياجاته الغذائية والأدوية والسلع المصنعة ومواد البناء والطاقة".

وحول الملف ذاته نشرت "القدس العربي":

إضافة إلى الكارثة الإنسانيّة، التي أحصت وقوع أكثر من 100 قتيل، وأربعة آلاف جريح، التي هي الأولوية الكبيرة الآن، والتي جعلت كثيرا من البلدان العربية والعالمية ترسل مساعداتها العاجلة، أو تعبّر عن التضامن الأخلاقي مع اللبنانيين، فهناك أيضاً الكارثة الاقتصادية، المتمثلة في تدمير 80% من الميناء، الذي تمر عبره أغلب الصادرات والواردات، التي تحصرها تقديرات المسؤولين اللبنانيين الأولية بين 3 و5 مليارات دولار، وهي أرقام ستنضاف على اقتصاد منهك يقارب الانهيار، وبوادر حصول أزمة غذاء كبيرة، وهناك الكارثة الرمزيّة التي يمثّلها تدمير مرفأ بيروت، الذي هو شريان التجارة اللبنانية، ونافذة سكان تلك البلاد على العالم منذ آلاف السنين".

أما "رأي اليوم" فنشرت مقال يتحدث عن أسباب الانفجار والجهة المسؤولة عنه، فورد فيها:

"صحيح أنّ متحدثين باسم البنتاغون تبرّؤوا مِن أقوال ترامب الذي أكد أن الانفجار نتيجة هجوم متعمد، ولكنّنا لا نعتقد أنّ ترامب ينطق عن هوى، وغالباً ما يقول ما يعرف، خاصة أنه يتحدث هنا عن لبنان الدولة التي تتعرض حالياً لضغوط أمريكية وإسرائيلية غير مسبوقة لتفجيره من الدّاخل، وتهديد أمنِه واستِقراره عبر إشعال فتيل الحرب الأهليّة، حماية للكيان الإسرائيلي الذي يعيش حالياً حالة من القلق والرعب، وتمهيداً لسرقة ثرواته النفطيّة والغازيّة في البحر المتوسط ولعلّ تصريحات السيّدة كاثرين شيا السّفيرة الأمريكيّة في بيروت في هذا المِضمار تُؤكّد ما نقول".

يبدو  أن شهر آب هو تاريخ لن يُنسى من الذاكرة العربية وربما العالمية، وكثيرة هي المصطلحات التي تم إطلاقها على هذه الحادثة من "بيروشيما وهيروشيما العرب وحرب نووية في بيروت" وغيرها من المصطلحات التي حاول العديد من خلالها إبراز حجم الكارثة التي حصلت في بيروت، وربما يمكننا أن نقول أن حقيقة ما حصل أشبه بحرب بدأت وانتهت خلال ثواني إلا أن نتائجها كارثية، حيث أكد محافظ بيروت أن هذا التفجير خلف  300 ألف شخص مشردين، وأودى بحياة 173 وتسبب بإصابة أكثر من  5 آلاف شخص، أما كلفة الدمار الذي خلفه تتخطى 3 مليارات دولار.

أضيف بتاريخ :2020/08/10

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد