آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
رامز مصطفى
عن الكاتب :
*كاتب فلسطينيّ.

« يديعوت أحرنوت» وفضح المستور

 

رامز مصطفى 
ما أن أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن الاتفاق بين الكيان الصهيوني والإمارات لتطبيع العلاقات الرسمية بينهما، حتى بدأت تتكشف فصول تلك العلاقة الممتدّة إلى سنوات طويلة، وأخذت أشكالاً متعدّدة. جميعنا كان يتابع تطوّرها العلاقة، ولكن ما خفي من تلك العلاقة كان أعظم مما نعرفه أو معلن عنه، وهذا ما كشفت عنه صحيفة «يديعوت أحرنوت» العبرية، أنّ تامير باردو رئيس الموساد الصهيوني الأسبق قد قام بزيارة سريّة للإمارات بعد اغتيال الشهيد محمود المبحوح من قبل «الموساد» في أحد فنادق دبي. والتقى باردو بكبار المسؤولين الإماراتيين، بهدف معالجة ذيول عملية الاغتيال، وإنهاء الأزمة التي سبّبتها تلك العملية، بطريقة المقايضة الخسيسة والدنيئة على حساب دم الشهيد المبحوح، بحيث تتخلّى الإمارات وتتنازل عن متابعة قضية الاغتيال، في مقابل موافقة الكيان الصهيوني على بيع الإمارات أسلحة متطورة، الأمر الذي أكده مسؤولون صهاينة، بأنّ الإمارات التي تتمتع بعلاقات مميّزة مع الكيان قد حصلت على تلك الأسلحة بما فيها الحساسة.
والواضح أنّ قيادة الإمارات وولي عهدها استهوتهم تلك الطريقة في التعامل مع الكيان، وهذا ما ذهب إليه محلل الشؤون العسكرية في جريدة «يديعوت أحرنوت» العبرية، الذي كشف المستور في سر لهاث الإمارات وكيان احتلاله الصهيوني وراء العلاقة، في تقاطع للمصالح بينهما، في قوله إنّ جهاز الموساد وبإيعاز من نتنياهو، يمارس الضغوط منذ سنتين على ما يسمى بالمنظومة الأمنية لكي تعطي موافقتها على حصول الإمارات على طائرة الشبح الأميركية «أف 35»، وطائرات من دون طيار المتطورة. غير أنها أيّ المنظومة الأمنية لم تعط الضوء الأخضر لتلك الموافقة حتى الآن. وهذا ما دفع نتنياهو إلى إنكار أنّ الاتفاق بين حكومة كيانه والإمارات أساسه حصول الإمارات على تلك الطائرة، الأمر الذي دفع الإمارات إلى إلغاء اجتماع مشترك مع الولايات المتحدة والكيان الصهيوني. وكان قد سبق ذلك نفي الإمارات أنها قد توصلت إلى تفاهمات أمنية مع رئيس جهاز الموساد إيلي كوهين الذي زارها مؤخراً.
سؤالان يتبادران إلى الذهن بعد تلك التسريبات وما خفي أعظم، والأيام كفيلة بفضحه، الأول، طالما أنّ الإمارات وما صرّح أكثر من مسؤول لديها، أن ليس لديها من نيات عدوانية اتجاه أية دولة، في إشارة إلى إيران، إذاً لماذا تُصرّ الإمارات على إتمام صفقة طائرة «أف 35» والطائرات المسيّرة؟ والثاني، هل متأكدة القيادة الإماراتية وولي عهدها، حتى لو تمّ إتمام الصفقة، أنّ الولايات المتحدة ستبقي في الطائرة على ذات الأجهزة المتطورة الموجودة في الطائرات التي بحوزة الكيان الصهيوني؟ هذا ما ستجيب عليه الأيام المقبلة.

جريدة البناء اللبنانية

أضيف بتاريخ :2020/08/27

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد