التقارير

#تقرير_خاص : هل تستطيع المتغيرات الجديدة التقريب بين #السعودية و #إيران؟

 

محمد الفرج...

أثارت المحادثات بين مسؤولين سعوديين وإيرانيين في بغداد، والتي عُقدت بشكل دوري منذ أبريل/نيسان، تكهنات بأن هاتين القوتين الإقليميتين قد تكونان على استعداد لتنحية خلافاتهما جانبا والتوصل إلى نوع من التسوية.

ومما عزز هذه التكهنات، الانسحاب الأمريكي من أفغانستان وما يسمى بـ "المحور إلى آسيا"، حيث شعر السعوديون أنه لم يعد بإمكانهم الاعتماد على المظلة الأمنية الأمريكية كما كانوا يفعلون من قبل، ما يدفعهم للسعي إلى التقارب مع جيرانهم وإن كانوا أعداء.

ورغم أن السعودية وإيران لم يكونا عدوين دائما، بل تعاونا في الماضي قبل الثورة الإيرانية عام 1979، إلا أن العودة إلى العلاقات الطبيعية بين البلدين لا تزال بعيدة المنال، خاصة مع الاختلافات الجوهرية بينهما تجاه القضايا والصراعات الإقليمية.

وزاد الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 من حدة العداء بين السعودية وإيران، وفي حين أن الرياض لم تكن من المعجبين بالرئيس العراقي "صدام حسين" ونظام البعث، الذي هدد المملكة في أعقاب الغزو العراقي للكويت عام 1990، فقد انزعجت السعودية عندما وسعت إيران نفوذها هناك وكان العامل المحفز لقطع العلاقات السعودية الإيرانية هو إعدام رجل الدين السعودي "نمر النمر" في أوائل عام 2016.

وبالإضافة إلى الخلافات الحادة بشأن العراق، كانت إيران والسعودية على خلاف منذ فترة طويلة بشأن لبنان بسبب "حزب الله" وحاول السعوديون دعم حلفائهم في لبنان كقوة موازنة له لكن لم ينجحوا إلى حد كبير.

وكانت الحرب في سوريا نقطة اشتعال أخرى وسرعان ما تدخلت إيران لمساعدة سوريا، ومن جانبها، قدمت السعودية المساعدة للمتمردين والمسلحين الذين يقاتلون الدولة، ويمثل انتصار "الأسد" في الحرب الأهلية انتكاسة للسعودية.

وفي اليمن، دفعت سيطرة "أنصار الله" على العاصمة اليمنية صنعاء عام 2014 السعوديين إلى تشكيل تحالف في مارس/آذار 2015 لصد هم، فيما اعتقدت الرياض في البداية أنه سيكون نصرا سريعا وسهلا، وبدلا من ذلك، تحولت حرب اليمن إلى كارثة حيث أثبت "أنصار الله" أنهم مقاتلون أقوياء، بالإضافة إلى ذلك، تحولت الحرب إلى مستنقع باهظ الثمن ومحرج للرياض بسبب العدد الكبير من الضحايا.

لن يكون من السهل على البلدين التصالح، ولا يزال عدم الثقة في نوايا الطرف الآخر مرتفعا، فلا يمكن لطهران ببساطة الضغط على مفتاح وإجبار "أنصار الله" على وقف القتال علاوة على ذلك، بالرغم من اهتمام السعودية والدول العربية الأخرى بجلب العراق مرة أخرى إلى الحظيرة العربية، لن تتنازل إيران عن العلاقات الدبلوماسية والتجارية المنتظمة التي تربط إيران بالعراق.

أضيف بتاريخ :2021/09/29

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد