التقارير

#تقرير_خاص : محللون يكشفون دوافع وخلفيات التصعيد الخليجي ضد #لبنان


محمد الفرج...


أشعل التصريح القديم لوزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، الذي دافع خلاله عن سوريا واليمن أزمة عربية بين لبنان ودول الخليج، وصلت إلى حد سحب سفراء وإغلاق مكاتب إعلامية في لبنان، الأمر الذي أثار العديد من إشارات الاستفهام مفادها: هل كل ما جرى بسبب قرداحي؟، خصوصاً أنه سبق أن صرّح إعلاميون وسياسيون لبنانيون بتصريحات أكثر حدّة ضد دول الخليج والسعودية على وجه الخصوص، دون أن يتعرضوا لأي انتقاد.

الإعلامي والمحلل السياسي اللبناني سامي كليب، نشر مقالاً على موقع "لعبة أمم" حول القضية قال فيه:
"إن عارفي الرجل يُدركون أنه أكثر أبناء جيله تعلّقا تاريخيا بدول الخليج، وإن الجزء الأكبر من شهرته جاء من عمله في مؤسسات خليجية، وأنه حتى يوم تعيينه وزيرا كان في الامارات يوقّع عقودا إعلانية وعقود عمل وربما حصل على الإقامة الذهبية، وحتى حين جاهر بالدفاع عن سورية، سعى لإبقاء كل الخطوط مفتوحة مع الخليج (..) ليست القصة اذاً تصريحاً قديماً لجورج قرداحي، فهذه نقطةٌ بسيطة أفاضت الكأس الملآن بسوء الفهم والصراعات المستحكمة بين محورين (..) لذلك فلبنان حالياً أمام احتمالين بعد أن تنتهي قريباً قصة جورج قرداحي العابرة، فإما تصحيحٌ عميق للعلاقات العربية-اللبنانية، ووضع كل الملفات على الطاولة لحلّها لا لتعميقها ( خصوصاً مع أجواء التفاوض الإيراني السعودي) أو أن مشاكل الداخل ستكبر والإرهاب سيطل برأسه مجدداً كما حصل في الأسابيع الماضية  في العراق وسوريا، فلبنان رغم صلابة قتاله ضد إسرائيل، إلاّ أنه أكثر الساحات هشاشة في الوقت الراهن، وانهياره الكامل سيؤثر على العرب والمنطقة بقدر تأثيره على لبنان".

وكذلك الكاتب والمحلل السياسي وسيم بزي، قال في مقال لقناة "الجزيرة":
 "تشكيل الحكومة لم يناسب السعودية، وتسعى للإطاحة بها لأنها تدرك أن دفع قرداحي للاستقالة يعني تفخيخ الحكومة، ومصيرها لدى حزب الله واحد؛ إما يبقى قرداحي أو يسقط الجميع، فلبنان يعيش مرحلة انتقالية مصيرية، بعد أن صار موعد الانتخابات البرلمانية في مهب الريح، ودخل عهد عون سنته الأخيرة، وميقاتي خبير سياسياً، ويدرك موقع الخليج، "لكنه يعرف أن حكومته حاجة إقليمية لمنع انفجار لبنان، ولا أحد يتحمل تبعات إسقاط حكومته، ومن المتوقع ألا تتوقف السعودية عن التصعيد إذا لم تجنِ الثمار إقليمياً، مما يفاقم المأزق الداخلي".

فيما نقلت وكالة "فرانس برس " عن الباحث والأستاذ الجامعي كريم بيطار، قوله:
لوكالة "لا علاقة تذكر للتصعيد الأخير بما قاله وزير الإعلام قبل شهر من توليه منصبه، فأنا أعتقد أن قرداحي شكّل ذريعة لأمر كان في طور الإعداد لفترة طويلة".

ونشرت قناة "DW" الألمانية مقالاً قالت فيه: "من شأن التصعيد أن ينعكس وفق محللين سلباً على لبنان في هذه المرحلة الحرجة، وفي وقت كانت الحكومة تتطلع فيه إلى اعادة ترتيب علاقاتها مع دول الخليج خصوصاً السعودية وتعوّل على دعمها المالي في المرحلة المقبلة، فيما تغرق البلاد في أزمة اقتصادية صنّفها البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ العام 1850".

من الواضح أن هناك إجماع بين المحللين أن التصعيد الخليجي ضد لبنان غير مرتبط بتصريح قرداحي، وما موقف الأخير إلّا ذريعة لفتح ملفات يُحضّر لها منذ زمن ليس ببعيد، لكن من الواضح أيضاً أن هذه الأزمة سيكون لها تأثير عميق على لبنان الذي دخل مؤخراً بطريق التعافي بعد الإعلان عن تشكيل حكومته، وذلك في حال لم يتم إغلاق الملف وحلّه في وقت قريب.

أضيف بتاريخ :2021/10/31

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد