التقارير

#تقرير_خاص : هل ستترك دول الخليج سلطنة عمان على موقفها حيال "تصريحات قرداحي"؟

 

محمد الفرج...

حافظت سلطنة عُمان على حيادها في الخلاف السعودي اللبناني، لكن هل سيعرض هذا الموقف علاقاتها للخطر في المستقبل؟

في 25 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، تم بث مقابلة أجراها وزير الإعلام اللبناني "جورج قرداحي" مع قناة الجزيرة الفضائية، وخلال المقابلة، وصف "قرداحي" الحرب في اليمن بأنها "عبثية" و"عقيمة" كما ذكر "قرداحي" الذي كان يتحدث في أغسطس/آب الماضي قبل اختياره وزيرا للإعلام، أن جماعة "أنصار الله" في اليمن حركة مقاومة تدافع عن نفسها ولا تهاجم أحداً.

وكما كان متوقعا، أغضبت تصريحات "قرداحي" المسؤولين في معظم دول مجلس التعاون الخليجي، فبسبب الأموال الطائلة التي وضعتها الممالك الخليجية في الدولة المتوسطية منذ انتهاء الحرب الأهلية عام 1990، يعتقد الكثيرون في دول مجلس التعاون الخليجي ببساطة أنه من غير المقبول أن يستخدم مسؤول لبناني مثل هذه اللغة لوصف الصراع باليمن.

وبحلول نهاية الشهر الماضي، وفي شكل من أشكال التضامن الخليجي العربي، تحركت البحرين والكويت والسعودية والإمارات ضد لبنان من خلال استدعاء وطرد الدبلوماسيين، وإصدار تصريحات قوية حول ضيقهم ذرعا من بيروت.

وحسب المتوقع، اتخذت سلطنة عمان موقفاً محايداً من أزمة تصريحات "قرداحي"؛ حيث رفضت الاصطفاف مع كتلة جيوسياسية ضد أخرى.

فبينما اتخذ البحرينيون والإماراتيون والكويتيون والسعوديون إجراءات ضد لبنان، حثت عُمان على "ضبط النفس" ودعت مسقط جميع الأطراف إلى العمل على تجنب التصعيد ومعالجة الخلافات عبر الحوار والتفاهم؛ بما يحفظ للدول وشعوبها الشقيقة مصالحها العليا في الأمن والاستقرار والتعاون القائم على الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.

ويمكن للمحللين قراءة رد فعل عُمان على أنه سبب إضافي لدحض الافتراضات القائلة بأن السلطان "هيثم" من سيجري تغييرات جوهرية على السياسة الخارجية لبلاده، وأنه سيتخلى عن المبادئ الأساسية التي حددت علاقات السلطة على الساحة الدولية بين عامي 1970 و2020.

العمانيون متسقون مع ذاتهم، ولا يحاولون كسب ود أي طرف؛ فموقفهم دائماً هو أن الوساطة تعد أفضل طريقة لمتابعة السياسة الآمنة وفي نفس الوقت إسداء خدمة للمنطقة، فكان رد فعل عُمان على الخلاف الدبلوماسي الخليجي اللبناني الراهن مؤشراً آخراً على أن نهج مسقط في الشؤون الإقليمية، الذي اتبعته في عهد السلطان "قابوس" لا يزال مستمرا في السياسة الخارجية العُمانية.

ولعل السؤال الصعب والأكثر أهمية هو: كيف سترد دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى على موقف عُمان المحايد وسط هذا الخلاف الدبلوماسي وبشكل عام؟

أضيف بتاريخ :2021/11/06

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد