التقارير

#تقرير_خاص : #السعودية و #إيران.. هل آن أوان المصالحة؟

 

محمد الفرج...

تلوح في الأفق بوادر إنهاء قطيعة بدأت عام 2016 ودامت سنوات بين قطبين (السعودية وإيران) حيث تبدي كل منهما رغبة محقة هذه المرة لاستئناف العلاقات .

حيث صرَّح محمد جواد ظريف وزير الخارجية الإيراني السابق، بأن بلاده مستعدة لإعادة العلاقات الدبلوماسية مع السعودية واستئناف تبادل السفراء بين البلدين. ثم التقط الملك سلمان خيط المبادرة الإيرانية عبر تصريح نادر من داخل الجمعية العامة للأمم المتحدة، إذ قال: "إيران دولة جارة، ونأمل أن تؤدي المحادثات بيننا إلى بناء الثقة والتعاون".

فبعد نحو 6 سنوات من القطيعة الدبلوماسية، و42 عاما من الحرب الباردة، عبَّرت كلٌّ من السعودية وإيران عن نيتهما استئناف المحادثات التي يرعاها العراق للتقريب بين البلدين اللذين يقفان على طرفَيْ النقيض في معظم الملفات الإقليمية. 

وتستهدف الجولات الحالية الوصول إلى اتفاق مُستديم مدفوع بعدة تغييرات إقليمية ودولية، أهمها رحيل أحد أهم الأطراف الدولية الضاغطة على إيران (إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب)، والمصالحة الخليجية التي نزعت فتيل الأزمة بين دول مجلس التعاون الخليجي. 

ورغم أن المباحثات بين البلدين، التي كان آخرها في 21 سبتمبر/أيلول 2020، لم تُفضِ إلى أي تحرُّكات رسمية على الأرض، فإن مؤشرات عدة تشي بأنها تُعيد المياه إلى مجاريها تدريجيا.

وشهدت الفترة الأخيرة حديثا متصاعدا من مسؤولين إيرانيين عن قرب عقد جولة خامسة من الحوار مع السعودية في بغداد، وتزامن ذلك مع اتصالات مكثفة بين مسؤولين إيرانيين وعراقيين وسعوديين.

فسبق واحتضنت بغداد 4 جولات من المباحثات المباشرة بين مسؤولي السعودية وإيران، تركزت على النقاط الخلافية، أبرزها حرب اليمن والبرنامج النووي الإيراني.

وكانت آخر تلك الجولات في سبتمبر/أيلول الماضي بمطار بغداد الدولي، بين وزير الدولة للشؤون الخارجية السعودي "عادل الجبير"، وأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني "علي شمخاني"، بحضور رئيس الوزراء العراقي.

كما أعلن الأردن، في 13 ديسمبر/كانون الأول الماضي، أنه استضاف جلسة حوار أمني بين السعودية وإيران، في العاصمة عمّان، ناقشت عددا من القضايا الأمنية والتقنية وتعزيز الاستقرار الإقليمي.

وتعد إيران والسعودية أبرز قوتين إقليميتين في الخليج، وهما على طرفي نقيض في معظم الملفات الإقليمية، ومن أبرزها الحرب على اليمن.

ورغم أن التناقضات في المصالح والأيديولوجيات لا يمكن التغلُّب عليها بسهولة، فإن الطرفين لديهما مكاسب من التقارب والتفاوض في الوقت الراهن، ورغم أنه من غير المأمول أن يُحل الصراع بينهما جذريا، فإن أي هُدنة دبلوماسية مُحتمَلة سوف تُعزِّز الاستقرار الإقليمي.

أضيف بتاريخ :2022/02/08

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد