التقارير

#تقرير_خاص : هل تصلح الأسلحة ما أفسده الدهر بين #الرياض و #أبو ظبي و #واشنطن؟

 

رائد الماجد...

كانت تنظر كل من السعودية والإمارات وعلى مدى عقود إلى واشنطن، على أنها الضامن لأمنهما والداعم لهما، خصوصاً في المجال العسكري، في حين كانت الولايات المتحدة تنظر إليهما على أنهما موردان موثوق بهما للطاقة العالمية، تلزم حمايتهما لاستقرار أسواق الطاقة عالمياً.

لكن الأمر اختلف مع مجيء إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، مطلع العام الماضي، بدأت العلاقات الأمريكية مع الرياض وأبوظبي تدخل منحنى مختلفاً، مع وقف إدارة بايدن صفقات أسلحة كبيرة مع البلدين، وسحب واشنطن بعض منظوماتها العسكرية من السعودية، الأمر الذي تسبب بتوتر في العلاقات بين الجانبين.

لكن الرياض وأبوظبي خطتا نحو بناء علاقات عسكرية وسياسية مع دول أخرى كالصين وروسيا، وهو ما أزعج الولايات المتحدة الأمريكية، قبل أن تعلن الأخيرة موافقتها على بيع أسلحة محتملة للبلدين، ما يطرح السؤال حول أسباب هذا الإعلان الأخير، ومدى علاقته بخوف واشنطن من لجوء الدولتين الخليجيتين لبكين وموسكو.

وفي إعلانٍ أصدرته وزارة الدفاع الأمريكية، في 3 فبراير 2022، قالت إن وزارة الخارجية وافقت على عدة صفقات محتملة لبيع أسلحة لحلفاء بالشرق الأوسط، من بينها السعودية والإمارات، وهنا ذكرت وكالة التعاون الأمني الدفاعي التابعة للبنتاغون، في بيانٍ، أن الموافقات تشمل بيع السعودية 31 نظاماً لتوزيع المعلومات متعدد المهام، مقابل ما يصل إلى 23.7 مليون دولار لتحديث أنظمة دفاعها الصاروخية، كما تتضمن صفقة البيع للسعودية 31 وحدة نظام متعدد الوظائف يضم محطة اتصالات وملاحة "MIDS-LVT"، إضافة إلى تحديث أنظمة محطات اتصالات عسكرية.

وفي وقت يصر فيه المسؤولون في السعودية والإمارات على أن واشنطن لا تزال حليفهم الأول، وأنه لا يوجد أي احتمال بأن تحل الصين محل الولايات المتحدة في أن تصبح المصدر الرئيس للأسلحة إلى دول الخليج، إلا أن المزاجية التي لاحظوها على الرئيس الأمريكي الجديد حيالهم، دفعتهما إلى تنويع علاقاتهما وإبراز قوتهما من خلال تحالفات أوسع، مع دول أخرى على الرغم أن المضي قدماً في ذلك الطريق قد يفسد العلاقات الدبلوماسية مع الولايات المتحدة.

فالرياض أيضاً قطعت أشواطاً كبيرة في طريق التقارب مع موسكو، وبدا ذلك جلياً في 23 أغسطس 2021، عندما جرت مباحثات سعودية روسية للتعاون في المجال الدفاعي، ما دفع بالمتحدث باسم الخارجية الأمريكية لتحذير السعودية من تعرّضها لعقوبات جرّاء تعاونها العسكري مع موسكو، وهذا خير دليل على مخاوف واشنطن من توطيد علاقة الرياض مع غيرها، ولربما هو الدافع وراء عقد صفقة الأسلحة الجديدة، ولتبقي أقوى دول الخليج تحت جناحها.

أضيف بتاريخ :2022/02/09

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد