التقارير

#تقرير_خاص : #أردوغان في #الإمارات.. ماذا يوجد في المطبخ السياسي؟

رائد الماجد...

"صفحة إيجابية جديدة في العلاقات الثنائية".. هكذا وصف المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات "أنور قرقاش"، زيارة الرئيس التركي "رجب طيب أردوغان"، إلى بلاده والتي تحمل عنوان "التعاون الاقتصادي بدلاً من الخلافات السياسية".

ويصل "أردوغان" إلى الإمارات، الإثنين، في أول زيارة له للبلد الخليجي الثري، منذ نحو 9 سنوات، بعد عودة الدفء للعلاقات بين القوتين الإقليميتين، اللتين وقفتا على النقيض في العديد من ملفات المنطقة، خلال السنوات الماضية.

وتأتي زيارة "أردوغان"، التي تستمر يومين، وهي الأولى له منذ فبراير/شباط 2013، حين كان رئيسا للوزراء، بينما تشهد تركيا مصاعب اقتصادية كبرى وتبحث عن استثمارات أجنبية جديدة، فيما تواجه الإمارات خطرا أمنيا متزايدا من قبل المتمردين الحوثيين في اليمن.

كما تستكمل الزيارة، فصلا جديدا في علاقات البلدين، بدأ بزيارة الشيخ "محمد بن زايد" ولي عهد أبوظبي والحاكم الفعلي للإمارات إلى تركيا، خلال نوفمبر/تشرين الثاني 2021، وحينها لفتَتَ أنظارَ المراقبين مشاهد استقبال "أردوغان" لـ"بن زايد".

وخلال زيارة "أردوغان" المرتقبة للإمارات، من المقرر أن يجري محادثات ثنائية في أبوظبي ودبي، ويفتتح "اليوم الوطني التركي" في معرض "إكسبو دبي"، ويلتقي عدداً من رجال الأعمال، كما سيتخلل الزيارة توقيع الجانبين على مجموعة من الاتفاقيات الاقتصادية، في تأكيد واضح على عودة العلاقات بين البلدين، إلى مسارها التعاوني الصحيح، وحسب وكالة الأنباء التركية "الأناضول" (رسمية)، يشهد "أردوغان" و"بن زايد"، توقيع 12 اتفاقية.

ووفق رئيس مجلس الأعمال التركي الإماراتي "توفيق أوز"، فإن زيارة "أردوغان" سوف تساهم في توطيد العلاقات الاقتصادية بين البلدين، لافتا إلى أن التطورات الإيجابية في العلاقات بين البلدين انعكست بسرعة على العلاقات التجارية والاقتصادية.

وبينما يسارع الإماراتيون والأتراك، لطي صفحة الخلاف، سواء بتخفيف حدة الخطاب الإعلامي بينهما، أو رفع القيود المفروضة على المواقع الإخبارية والتي كان يحظر الوصول إليها عبر شبكات الإنترنت، قال بنكا الإمارات وتركيا المركزيان في بيانين منفصلين إنهما أبرما اتفاقا لتبادل العملات تبلغ قيمته قرابة 5 مليارات دولار بالعملتين المحليتين، مما يوفر مصدرا محتملا للدعم في ظل التقلبات الاقتصادية التي تواجهها أنقرة.

وحسب بيانات معهد الإحصاء التركي، فقد انخفض العام الماضي، حجم التبادل التجاري بين تركيا والإمارات بنحو 9% مقارنة بعام 2020، وبلغ 7.5 مليار دولار.

وفي الفترة المذكورة، زادت صادرات تركيا إلى الإمارات بنسبة 91%، وبلغت قرابة 5.2 مليار دولار، فيما تراجعت الواردات الإماراتية لتركيا بنسبة 58% وبلغت 2.4 مليارات دولار.

وفي السنوات العشر الماضية، تم تحقيق أعلى حجم للتجارة الثنائية في عام 2017، حيث بلغ 14.7 مليارات دولار، وفقًا لحسابات مركز التجارة الدولية، فإن الإمكانات غير المستغلة في صادرات تركيا إلى الإمارات تبلغ مستوى 1.8 مليارات دولار.

وسبق أن أعلنت الإمارات، قبل أشهر، عن تأسيس صندوق بقيمة 10 مليارات دولار لدعم الاستثمارات في تركيا، ولتعزيز دعم الاقتصاد التركي وتوثيق التعاون بين البلدين.

كما يتوقع أن يتخلل زيارة "أردوغان" التوقيع على اتفاقيات دفاعية جديدة بين البلدين، لم يتم الإفصاح عنها بعد، خاصة أن الإمارات تواجه الإمارات "أنصار الله" في اليمن، الذين شنّوا هجمات صاروخية وبطائرات مسيرة غير مسبوقة ضدها، ما دفع بأبوظبي إلى زيادة تعاونها العسكري مع الولايات المتحدة وفرنسا لمواجهة هذا التهديد، فأنقرة تبدو خياراً مناسباً لأبوظبي للحصول على تقنيات دفاعية.

وخلال السنوات العشر الأخيرة، شهدت العلاقات بين تركيا والإمارات تراجعا بشكل كبير في ظل خلافات متعددة بعدد كبير من الملفات، وبحملات إعلامية كبيرة متبادلة، وشكلت ملفات إقليمية عديدة نقطة خلاف، أبرزها التطورات في مصر وفي ليبيا، واتخاذ البلدين مواقف متباينة من تلك التطورات، حتى في المواضيع المتعلقة بالأزمة الخليجية التي انتهت.

وعلى الصعيد الدولي، كانت هناك مواجهات بشأن ملفات مختلفة بين الجانبين، إذ اتهمت تركيا الإمارات بالتورط في المحاولة الانقلابية الفاشلة في العام 2016، وفي قضايا عديدة للتأثير على الداخل التركي.

أضيف بتاريخ :2022/02/15

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد