التقارير

#تقرير_خاص : الأزمة الأوكرانية.. أول اختبار للتحالف بين #الرياض و #موسكو 

 

محمد الفرج...

مع تزايد الضخ الإعلامي حول احتمال حدوث غزو روسي وشيك في أوكرانيا، تمكنت السعودية من "استخدام هذه التوترات لإعادة تأسيس نفسها ليس فقط في أسواق الطاقة ولكن في السياسة العالمية"، وفق تحليل لصحيفة واشنطن بوست الأميركية.

ويسلط التقرير الضوء الذي طرأ على السياسة في واشنطن بعد عام من تولي جو بايدن الرئاسة ومواقفه ضد سياسة المملكة ورفضه لقاء ولي العهد، محمد بن سلمان، لكن الحاجة إلى النفط السعودي في ضوء أزمة أوكرانيا وحرب اليمن دفعا واشنطن إلى التعامل مع واقع جديد، وفق التقرير.

ويمضي التحليل إلى القول إن السعودية مرت بأربع سنوات صعبة، منذ قضية مقتل الصحفي السعودي، جمال خاشقجي، التي "ألحقت ضرر ا شديدا بها"، وحرب اليمن التي "أضرت بسمعتها كقوة مهيمنة إقليمية"، وتراجع أسعار النفط في 2020 بسبب جائحة كورونا ما أدى إلى "سحق" اقتصادها، ثم وصول بايدن إلى البيت الأبيض ووعده بتحويل المملكة إلى دولة "منبوذة".

كما يشكل التهديد الوشيك بتصعيد في الملف الأوكراني "أول اختبار" للتحالف السعودي مع روسيا، و"معضلة" للمملكة والقرارات التي قد تتخذها، وفقا لما ذكرته صحيفة "وول ستريت جورنل". 

ففي وقت تشتد فيه حدة التصريحات بين روسيا ودول الغرب، رغم اتفاق الأطراف جميعها على اعتماد الدبلوماسية، ارتفعت أسعار النفط ومعها المخاوف من اجتياح روسي وشيك لأوكرانيا، لتشكل "معضلة للسعودية"، وتضعها أمام خيارين: "إما مساعدة الغرب بضخ مزيد من النفط الخام لكبح جماح السوق، أو الوقوف بجانب تحالف نفطي استمر خمس سنوات، والذي قد يساعد موسكو على حساب واشنطن"، وفقا للصحيفة الأميركية. 

وتقول الصحيفة: "يبدو في الوقت الحالي أن أكبر مصدر للنفط (السعودية) يقف إلى جانب روسيا".

ويرجح خبراء أن الأسعار المرتفعة ستدعم موقف الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، واحتياطات البلاد من العملة الأجنبية والمحلية، الروبل، في وجه أي عقوبات قد يفرضها الغرب، ومخاوف الاجتياح الروسي لأوكرانيا تعد "أول اختبار جيوسياسي" للتحالف بين الرياض وموسكو.

وذكرت "وول ستريت جورنل" أن ولي العهد السعودي أنشأ روابط قريبة مع روسيا والصين، في حين دعا الولايات المتحدة إلى مطالب لم تستجب لها واشنطن بعد، من بينها عقد لقاء وجها لوجه مع بايدن، لكن أن المملكة لم تتقبل عدم رد واشنطن عسكريا عقب الهجمات التي شنها "أنصار الله" على منشأة نفطية تابعة لشركة "أرامكو" عام 2019. 

من غير الواضح إن كان السعوديون سيعيدون التفكير، فالأسعار المرتفعة تضخ السعوديين بالنقود التي ستساعد الأمير محمد بن سلمان في تحقيق بعض من مشاريعه الطموحة، ومن بينها تحويل اقتصاد بلاده للاعتماد على الصناعات غير النفطية.

أضيف بتاريخ :2022/02/17

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد