التقارير

#تقرير_خاص : أزمة #أوكرانيا و #روسيا.. كيف ستؤثر على الدول العربية؟

 

محمد الفرج...

مع استمرار تصدر الأزمة الروسية الأوكرانية عناوين الأخبار على مستوى العالم، تراقب كافة جهات العالم عن كثب، في انتظار معرفة ما إذا كانت روسيا ستغزو أو تهدئ من التصعيد، وأحد هذه الزوايا، هي كيف سيتأثر العالم العربي من هذه الأزمة.

بالانطلاق من أن المنطقة العربية لا تزال مسرح لمنافسة القوى العظمى، لا سيما بين روسيا والولايات المتحدة وأنها موطن لبعض أكبر منتجي النفط والغاز في العالم، وهنا ستكون النتيجة هي تأثر مستقبل إنتاجهم من الطاقة بالتوترات المتزايدة ونتائج الأزمة.

بالإضافة إلى ذلك، أثّر الارتفاع الكبير في أسعار النفط في الأيام الأخيرة على الأسواق المالية في دول الخليج العربية، حيث تحركت الأسهم في اتجاهات مختلفة كرد فعل على "التوترات الجيوسياسية في أوروبا الشرقية". 

بالنسبة للبلدان المستوردة للطاقة مثل الأردن ولبنان، ترتبط أسعار الوقود المرتفعة ارتباطًا وثيقًا بالقلق السياسي في الداخل، أيضاً من المحتمل أن تعاني العديد من الدول العربية من نقص الغذاء إذا اندلعت الحرب، حيث أن كل من روسيا وأوكرانيا من بين أهم مصادر الحبوب.

بالعموم، الدول العربية تدرس الوضع في أوكرانيا لتقييم ما إذا كانت أمريكا ستظهر بالفعل القوة - والأهم من ذلك، الإبداع - من أجل حرمان روسيا من أهدافها، وإلا ستحصل روسيا على ما تريد.

إن العامل الآخر الذي ساعد صورة روسيا في المواجهة مع الغرب هو أن معظم العرب ينظرون إلى روسيا من منظور التحالفات القديمة التي أقامها السوفييت في جميع أنحاء المنطقة، وقد أشارت إلى أن "الكثيرين يرون في هذا الصراع صراعًا داخليًا بين روسيا وأوكرانيا".

إن الاقتراب من الدول العربية في الخليج، وبعضها من أكبر منتجي الطاقة في العالم، يسلط الضوء على كيف ولماذا تؤثر الأزمة الأوكرانية الروسية بعمق على الوضع الاقتصادي في المنطقة العربية.

تحاول دول مجلس التعاون الخليجي، على غرار الدول الأخرى غير الخليجية في العالم العربي مثل مصر، الحفاظ على "علاقات متوازنة مع القوى العالمية الكبرى"، وأزمة أوكرانيا تضعهم في موقف حرج إذا اضطروا إلى اختيار جان"، لا سيما إذا أدى الوضع إلى حرب، حيث تلوح في الأفق عقوبات ضد روسيا تؤثر على تعاونهم الاقتصادي والعسكري المتنامي مع موسكو، والضغط الأمريكي على هذه الدول سيؤثر سلبًا على تعاونها مع موسكو ويمكن أن يؤدي لتحويل الغاز الطبيعي المسال إلى أوروبا وبالطبع سيكون له تأثير على اتفاقياتها طويلة الأجل مع الدول الآسيوية.

وربما اختار البعض بالفعل جانبًا، حيث قررت السعودية التمسك باتفاقية "أوبك +" بدلاً من "ضخ المزيد من النفط الخام لترويض السوق" الذي سيساعد الولايات المتحدة وحلفائها الغربيين. 

وبالنظر إلى التحليل أعلاه، فإن الموقف القياسي للحكومات العربية هو "الانتظار والترقب"، ومع ذلك، هناك خطر يكمن في أن يصبح موقف "انتظر وترقب" هذا رد فعل دائم تجاه الوضع، مما قد يضغط على الحكومات العربية لاختيار جانب بين أمريكا وحلفائها الغربيين، وروسيا، خاصة إذا فشلت الدبلوماسية.

أضيف بتاريخ :2022/02/21

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد