التقارير

#تقرير_خاص : #الأسد في #الإمارات.. "رسالة تمرّد" إماراتية على #أمريكا

 

رائد الماجد...

"ضوء أخضر لتعاون بلا قيود وإعلان من الطرفين أن تعاونهما المشترك لم يعد رهينة حسابات إقليمية ودولية".. هكذا بدت زيارة الرئيس السوري "بشار الأسد" إلى الإمارات، الجمعة، ولقاؤه مع نائب رئيس البلاد رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ "محمد بن راشد آل مكتوم"، وولي عهد أبوظبي الشيخ "محمد بن زايد آل نهيان".

الزيارة التي جرى الترتيب لها قبل وقت طويل، منذ استقبال وزير الخارجية الإماراتية "عبدالله بن زايد"، في دمشق خلال نوفمبر/تشرين الثاني 2021، من شأنها دفع العلاقة السورية - الإماراتية إلى بعد جديد.

وهذه هي الزيارة الأولى للأسد إلى دولة عربية، منذ اندلاع الحرب، وتعليق عضوية دمشق بالجامعة العربية، كما أنها تأتي في وقت تحيي فيه الفصائل المسلحة في سوريا "ذكرى اندلاع الثورة السورية" في آذار 2011.

وتأتي الزيارة أيضاً ضمن خطوات لكسر عزلة سوريا من قبل الإمارات، إذ سبق أن تلقّى الرئيس الأسد "اتصالين في مارس/آذار وأكتوبر/تشرين الأول، من "بن زايد"، وكان أول اتصال مباشر بين زعيم الإمارات والرئيس السوري منذ عام 2011.

هذه الزيارة وصفها مراقبون للشأن السوري بـ"المفاجئة"، ولكنها اكتسبت أهميتها لكونها أول زيارة للأس"، إلى دولة عربية بعد عقد من الحرب التي عاشتها سوريا، تخللها زيارات أعوام (2015 - 2017 - 2021) إلى موسكو الحليف الاستراتيجي لدمشق طوال فترة الحرب.

ويبدو جليا أن الإمارات تقود محاولات جديدة لحلحلة الموقف العربي من سوريا بما يمهد لإنهاء تجميد عضوية بلاده منذ 2011، وعودتها إلى الجامعة العربية.

البيانات الرسمية التي خرجت عن اللقاءين ركّزت في معظمها على إظهار الزيارة "فاتحة" لتعزيز التعاون بين الطرفين، غير أن اللافت فيما نقلته وكالة الأنباء الرسمية الإماراتية "وام"، عن لقاء الأسد وبن زايد، كان تأكيد الطرفين "الحفاظ على وحدة الأراضي السورية وانسحاب القوات الأجنبية، إضافة إلى دعم سوريا وشعبها الشقيق سياسياً وإنسانياً للوصول إلى حل سلمي لجميع التحديات التي يواجهها.

الحديث عن دعم إماراتي سياسي وإنساني لسوريا، والإشارة إلى انسحاب القوات الأجنبية الموجودة على أراضيها، يحمل في طيّاته "رسالة تمرّد" إماراتية على موجة إعلامية أمريكية تحاول الضغط على دمشق من بوابة تموضعها خلف موسكو، في ظل استقطاب دولي كبير بعد التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا.

هذا المسار الإماراتي بدأ قبل مدة طويلة، لكنه بقي خجولاً، غير أن تموضع الرياض وأبوظبي، إزاء الصراع الأمريكي الروسي الحالي من جهة، والدخان "شبه الأبيض" في محادثات فيينا من جهة أخرى، أفسحا مجالاً أوسع للعبور على طريق الشام - أبوظبي.

وعدّ سياسيون في دمشق أهمية تلك الخطوة كونها تكسر طوق العزلة، بين دمشق ومحيطها العربي، متوقعين تكرار تلك الزيارات على المدى المنظور، لا سيما أن الحرب الروسية الأوكرانية فرضت ترتيب قواعد عمل دولي جديدة، خاصة بعد اتساع الشرخ بين أوروبا والولايات المتحدة من جهة وروسيا من جهة ثانية.

وعقب الزيارة، عبرت الولايات المتحدة في بيان، عن شعورها بـ"خيبة أمل كبيرة وبقلق"، وتشير هذه التطورات أيضا إلى أن الإمارات تتحدى علنا الولايات المتحدة و"قانون قيصر" الذي يفرض عقوبات على الحكومات التي تتعامل مع دمشق.

ويبدو أن توقيت الزيارة، وفق مراقبين، متزامن مع تصاعد الخلافات بين الولايات المتحدة من طرف، والسعودية والإمارات من جهة أخرى، بسبب رفض الدولتين الخليجيتين الطلب الأمريكي الغربي، زيادة إنتاج النفط وحسب المراقبين، فإن الزيارة بمثابة اصطفاف آخر تجاه روسيا خليفة سوريا، في مواجهة الولايات المتحدة والغرب.

أضيف بتاريخ :2022/03/19

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد