التقارير

#تقرير_خاص : ماذا وراء هذا التقارب السعودي التركي؟

 

رائد الماجد...

تتزامن التحركات الدبلوماسية التركية نحو دول الخليج، مع أسوأ أزمة اقتصادية تشهدها أنقرة منذ عقدين، حيث تسعى تركيا إلى جذب استثمارات خارجية إلى البلاد، عبر توطيد العلاقات مع دول الخليج الثرية والتعاون معهم كشركاء وحلفاء واتخذت تركيا خطوات مماثلة لتحسين العلاقات مع مصر و"إسرائيل".

وبعد إصلاح تركيا علاقاتها مع الإمارات، أعلنت أبوظبي تدشين صندوق بقيمة 10 مليارات دولار لدعم الاستثمارات في تركيا واتخذت خطوات أخرى لدعم الاقتصاد، ومع وضع اقتصادي سيئ، بلغ معدل التضخم الرسمي في تركيا 61%، بينما تراجعت قيمة الليرة بنسبة 44% مقابل الدولار العام الماضي.

لا تبشر تلك الأرقام "أردوغان" بالخير، وتكشف حجم المشاكل الاقتصادية بتركيا، ما قد يهدد قبضة الرئيس التركي على السلطة، مع اقتراب موعد الانتخابات العامة التركية والمقرر لها العام القادم، وعلى العكس تماماً، تنعم السعودية بعام اقتصادي مزدهر، في ظل توقعات بارتفاع حجم الاحتياطات الأجنبية في المملكة.

ومن المتوقع أن تدر أسعار الطاقة المرتفعة على المملكة أكثر من 400 مليار دولار من العائدات هذا العام، مما يعني أن الرياض لديها رأس مال للاستثمار في تركيا.

لكن لماذا تغير موقف السعودية؟

يأتي تغيير موقف السعودية مع تركيا، في الوقت الذي تسعى فيه المملكة إلى توسيع تحالفاتها في وقت تتوتر فيه علاقاتها مع الولايات المتحدة.

ولم يجر ولي العهد السعودي، حتى الآن مكالمة مباشرة مع الرئيس الأمريكي، "جو بايدن"، منذ أن تولى منصبه قبل أكثر من عام، وطالب عدد من المشرعين الديمقراطيين الأمريكيين، "بايدن" بالمزيد من "الصرامة" مع السعودية.

ووصفوا المملكة بأنها "شريك استراتيجي سيئ"، لأنها تلتزم باتفاق تقوده "أوبك" مع روسيا يقول منتقدون إنه أدى إلى تفاقم أزمة إمدادات النفط في ظل الحرب بأوكرانيا.

وقد يكون الدافع الأقوى للمصالحة، أن "ولي العهد يريد وضع حد نهائي لفضيحة مقتل خاشقجي التي ألقت بظلالها عليه وألقت بظلالها على سمعته"، وقبل مقتله، كان "خاشقجي" يكتب أعمدة في صحيفة "واشنطن بوست"، يشيد فيها بالإصلاحات الاجتماعية لـ"محمد بن سلمان"، بينما يعرب عن قلقه من الاعتقالات المستمرة لمنتقديه.

لكن بعد 3 أعوام ونصف العام من الجريمة، يبدو أن تركيا والسعودية تسعيان لإعادة بناء علاقتهما، و"طي صفحة خاشقجي"، وقد تكون هذه خطوة كالخطوات الأخرى التي تزعج واشنطن الحليف القديم للرياض ولربما تنذر بتوتر العلاقات بينهم أكثر.

أضيف بتاريخ :2022/05/01

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد