التقارير

#تقرير_خاص : ماذا تخبئ #السعودية وراء عودة نشاطها إلى #لبنان مجدداً؟

 

محمد الفرج...

يشهد لبنان تطورات مثيرة للاهتمام مع استعداد البلاد لاستحقاقين انتخابيين هذا العام، وسط تقارير تفيد بأن الجولة الخامسة من المحادثات السعودية الإيرانية في بغداد، أواخر أبريل/نيسان، كانت "إيجابية"، وأن الوفدين قد ينقلان قريبا مناقشاتهما من المستوى الأمني إلى المستوى الدبلوماسي. 

ويعني ذلك أن أي تغييرات تشهدها بيروت في الأشهر المقبلة ستكون نتيجة للديناميكيات الإقليمية في المقام الأول.

حيث شهد الموقف السعودي تجاه لبنان تحولا كبيرا منذ عودة السفراء الخليجيين إلى بيروت الشهر الماضي، وفي 11 أبريل/نيسان، أقام السفير السعودي "وليد بخاري" إفطارا لشخصيات سياسية لبنانية بارزة، من بينها رئيس الوزراء "نجيب ميقاتي"، ورئيسان سابقان للوزراء هما "فؤاد السنيورة" و"تمّام سلام"، ورئيسان سابقان للدولة هما "أمين الجميل" و"ميشال سليمان".

كما حضر العديد من المبعوثين الأجانب، بمن فيهم سفيرا الولايات المتحدة وفرنسا، اللذين عملا بجد في الماضي لإعادة إشراك المملكة في الشؤون اللبنانية.

وكانت هناك رسالتان في الإفطار وفي وصول "البخاري" نفسه إلى لبنان، إحداهما عامة للغاية والأخرى أكثر خصوصية، حيث شدد "البخاري" علنا على عودة السعوديين، وأنه ما زال لديهم نفوذ سياسي كبير لدى اللبنانيين، وتزامن ذلك مع توقيع بروتوكول فرنسي - سعودي لتزويد لبنان بمساعدات إنسانية تتراوح بين 30 و70 مليون دولار.

ويشير استقبال "البخاري" لاحقا للنائب البرلماني "فؤاد مخزومي" (معارض لـ"الحريري") إلى أن النهج السعودي يبدو الآن أشمل من ذي قبل، حيث تريد المملكة علاقات مع اللبنانيين بغض النظر عن انتماءاتهم، ومن شأن ذلك أن يعيد المملكة إلى الأعوام التي سبقت تولي "رفيق الحريري" رئاسة الوزراء عام 1992، عندما لم يوجه السعوديون نفوذهم في لبنان من خلال سياسي لبناني واحد.

وبعد اغتيال "الحريري" عام 2005، عينت السعودية نجله "سعد" ممثلا رئيسيا لها في لبنان، ومع ذلك، أدت علاقاته المثيرة للجدل مع ولي العهد "محمد بن سلمان" إلى تحول جذري في التفكير السعودي، وأصبح وجود "الحريري" عقبة أمام أي تحرك سعودي.

ويبدو أن انسحاب "الحريري" من السياسة، في يناير/كانون الثاني الماضي، حل هذه المشكلة، وأعاد تنشيط نهج المملكة الأكثر توسعا في لبنان.

ومن السابق لأوانه تحديد التأثيرات المحتملة على الحياة السياسية. ولا يزال من غير الواضح إذا كان السعوديون على استعداد لتمويل القوائم الانتخابية لخصوم "حزب الله" في انتخابات 15 مايو/أيار، حتى لو افترض الكثيرون أن القوات اللبنانية ستستفيد من السخاء السعودي، لكن الأكيد أن السعودية سيكون لها نهج مختلف في التعامل مع لبنان هذه المرة.

أضيف بتاريخ :2022/05/07

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد