اختتمت اللجنة المنظمة لتأبين "حماة الصلاة" فعاليات "أسبوع الشهداء" بحفل تأبيني أقيم مساء أمس الخميس بمزرعة الحاج حسن النمر بسيهات بحضور كثيف وحضور العلماء والمثقفين.

وقد تضمن الحفل كلمة لسماحة الشيخ محمد العباد بعنوان "رسالة الشهداء" تحدث فيها عن القيم التي حملها الشهداء الحماة والتي تجسدت في حياتهم وحتى استشهادهم في التفجير الذي طال مسجد العنود بالدمام، وما يترتب علينا كمجتمع بعد شهادتهم.

وقال الشيخ العباد خلال كلمته: "حقيقة دماء الشهداء وضعوا لنا لبنات أساسية في الوحدة والتكاتف فيما بيننا فعلينا أن نؤكد على هذا الأمر، خصوصا بين النخب الذين هم يمثلون العلماء والأكاديميين، قد تجد من يسعى إيجاد فجوة بين هاتين الشريحتين"، وأضاف: "ببركة دماء الشهداء  وبالشهداء نستطيع أن نردم تلك الفجوة وأن تكون كلمتنا واحدة فيما يرجع لصالح المجتمع".

وأكد الشيخ العباد على ضرورة الاستفادة من الطاقات الهائلة التي ظهرت لنا بعد استشهاد حماة الصلاة الذين سيسعدوا بمجرد الاستفادة من هذه الطاقات خصوصا أنها لا تقتصر على مثقفين وعلماء دين ولا على رجال ولا نساء بل تتعدى صغار السن من الأطفال.

وطالب الشيخ محمد العباد في كلمته محاربة التكفير وتجفيف منابع الإرهاب قائلاً :"نقول للمسؤولين وغير المسؤولين، إذا أردنا جميعا أن نقضي على الإرهاب وعندنا نية صادقة فعلينا أن نجفف منابع التكفير ومنابع الإرهاب, إذا كان لدينا رؤية مستقبلية للاقتصاد فعلينا أن نضع رؤية واقعية لمعالجة الإرهاب، لأنه لا يمكن لرؤية مستقبلية اقتصادية أن تحظى بالنجاح ما دام شعب يعيش فتنة تسمى بفتنة الطائفية أو فتنة التكفير".

 مضيفا: "الأمر الآخر من رسالة الشهداء أن نحمل هذه الرسالة وقد حملنا هذه الرسالة إلى التكفيريين ومن وراء التكفيريين أن هذه الأعمال الإرهابية لا يمكن أن تحقق ما يهدفون من وراء هذه التفجيرات في حق أبناء مدرسة أهل البيت عليهم السلام وفي غيرهم من أبناء الأمة الإسلامية، عكس ذلك هذه الدماء التي أكدت بأننا أقوى بكثير من هؤلاء الإرهابيين"، مبينا أن رسالة الشهداء لا تكتفي بهذا المعنى فقط بل تقصد من يفتي بتكفير أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام و تكفر المسلمين وغير المسلمين وتسمم الكتب بتلك الفتاوى.

بعد ذلك، عرضت فرقة الهدى أوبريتا إنشاديا بعنوان" شلالة الجراح" بمشاركة نخبة من منشدين الدمام والأحساء تؤكد كلماته على وحدة مجتمع القطيف والإحساء في مواجهة الإرهاب التكفير.

كما عرض أيضا فيلم وثائقي بعنوان "المستبشرون" والذي استعرض جزءا من حياة الشهداء "حماة الصلاة" الذي بين بعض تفاصيل حياتهم المعنوية ومدى ارتباطهم بالله عز وجل وأهل البيت عليهم السلام مع إجراء مقابلات مع المقربين من الشهداء.

وفي ختام حفل تأبين شهداء حماة الصلاة تم عرض مشهد تمثيلي بعنوان "اسمح لي أبي" والذي استعرض جزءا من آخر لحظات الشهيد محمد البن عيسى قبيل ذهابه إلى مسجد العنود بالدمام والذي تم التفجير الإرهابي في ساحته الخارجية.

وفي مقابلة مع سماحة الشيخ عبداللطيف النمر أكد بأن ذكرى الشهداء قد نقلت شخصية الإنسان المتدين إلى مرحلة جديدة وأصبح الإنسان المتدين إنسان مضحي ومعطاء، ومن الواضح إن التفاف الشباب حل القضية والذكرى سيزرع في نفوسهم العطاء والبذل والتضحية في سبيل الله عز وجل.

ورافق الفعالية معرض فني وفوتوغرافي يتضمن صورا للشهداء ومخطوطات وأيضا تم عرض كتاب بعنوان "شهداء العنود ,, حكاية أخرى" لمؤلفه الشيخ علي بن صالح الحاجي وقد أتيح للجمهور اقتناؤه.

يذكر أن اللجنة المنظمة لتأبين حماة الصلاة قد أقامت العديد من الفعاليات الأسبوع الماضي تحت عنوان "أسبوع الشهداء" تضمنت أمسيات قرآنية وشعرية وزيارة لأضرحة الشهداء.