آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عبد العزيز معتوق حسنين
عن الكاتب :
كاتب سعودي

حلم «رابط» الصحة


عبدالعزيز معتوق حسنين ..

أذكر أن صباح الأحد 13 أبريل 2014م، افتتح معالي وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة -آنذاك- مؤتمر الصحة الإلكترونية في جدة وكان برنامج المؤتمر على مدى يومين. وما فهمته من سماعي لكلمة معالي الوزير ضمن برنامج المؤتمر هو أن وزارة الصحة بدأت في تأسيس وإنشاء وتشغيل برنامج شبكة إلكترونية بمسمى (رابط) باشتراك شركة أمريكية اسمها همس (HIMSS). (رابط) يهدف بربط جميع مستشفيات وزارة الصحة في المملكة بحيث يتكون بنك معلومات عن كافة مرضى الوزارة يستطيع كل طبيب من منسوبي الوزارة أن يعرف ويفتح ملف أي مريض في أي مستشفى لوزارة الصحة أينما كان ويحصل على كافة المعلومات الطبية الصحية عن المريض.

ولكن تذكرت أننا قد وصلنا في هذا البلد الآمن إلى هذا الوضع التطوري في مجال الصحة الإلكترونية منذ عام 1981م عندما انضممت كمستشار طبيب باطني إلى مستشفى الملك فهد للقوات المسلحة بجدة. أتذكر أنني كنت في ذلك الزمان أستعمل جهاز الحاسب الآلي المتواجد في كل عنبر ومختبر وقسم أشعة وعيادة لأطلع على معلومات مرضايا وأدخل جميع الأوامر الطبية على جهاز الحاسب الآلي، ولدي اسم مستخدم ورقم سري خاص بي فقط، ويعتبر مثيلا لتوقيعي على أي أمر علاج أو فحوصات. وكانت الشبكة مرتبطة بجميع مستشفيات وزارة الدفاع في المملكة.

واليوم إذا نظرنا إلى برنامج (أبشر) لدى وزارة الداخلية بالتضامن والتعاون مع وزارة العمل ومن خلال هذا البرنامج يستطيع أي مشترك فتح ملفه وهو في غرفة نومه في أي وقت كان ويصدر لنفسه ولمن يعولهم ولمن يكفلهم من أجانب كل ما يحتاج من إصدار أعمال رسمية حكومية ومعرفة ما عليه من مخالفات مرورية أو خلافه وتسديدها إلخ.. إضافة إلى هذا يوجد بهذا البرنامج على أرض الواقع عمليا تشغيليا جميع بصمات كل من يسكن في هذا البلد ويحمل هوية رسمية ويوجد جميع المعلومات الشخصية لكل شخص؛ معنى هذا اليوم لا تحتاج وزارة الصحة أن تبدأ من الصفر، ما عليها إلا أن تصافح وزارة الداخلية ووزارة العمل لتشترك في هذا البرنامج (أبشر) ليصبح برنامجا يضمن الأعمال الإلكترونية الصحية الطبية، حيث إن كل طبيب وطبيبة وممرض وممرضة وجميع سكان المعمورة لديهم اسم مستخدم ورقم سري لفتح ملفه، فكل شيء جاهز إلكتروني لانضمام وزارة الصحة له ليصبح برنامجا واحدا موحدا في بلادنا ولا نحتاج أن نعيد اختراع العجلة من جديد. وها نحن اليوم وقد مرت سنتان على ذلك المؤتمر ومر على كرسي الوزارة خمسة وزراء وجلس معالي الدكتور توفيق فوزان الربيعة على كرسي الوزارة وبرنامج (رابط) لا يزال حلما. وبما أن معالي الدكتور توفيق متخصص في علوم الحاسب الآلي هل يا ترى الربيعة الثاني سيجعل الحلم حقيقة؟.

صحيفة عكاظ

أضيف بتاريخ :2016/05/27

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد