التقارير

تقرير خاص: ’يوم #القدس’ مناسبة لإعلاء صوت الحق ضد المحتل.. #فلسطين تجمعنا

 

تعتبر القضية الفلسطينية هي الجرح النازف في تاريخ وضمير هذه الأمة العربية والإسلامية بل في وجدان الإنسانية جمعاء، هذه القضية التي يفترض أن تكون القضية المركزية لامتنا العربية تكاد تكون غائبة اليوم عن مشاريع وطروحات وأجندات الكثير من العرب بل والمسلمين أيضا، فكثير من العرب وبالأخص الأنظمة والحكومات منشغلون بملفات يعتبرونها أهم من فلسطين والمقدسات الموجودة فيها، وفي مقدمتها القدس لمكانتها وقيمتها الإسلامية الأكيدة والثابتة.

 

إلا أن فلسطين ومعها القدس تبقى حاضرة في قلوب ويوميات شريحة كبيرة من الشعب العربي والإسلامي عبر الاهتمام بكل ما يتعلق بها سياسيا وثقافيا ودينيا، وأحد تجليات هذا الاهتمام هو إحياء "يوم القدس العالمي" الذي دعا إليه الإمام الخميني في آخر يوم جمعة من شهر رمضان المبارك من كل عام، بهدف أن تبقى القدس وقضية فلسطين حية في اهتمام وفكر الأمة ولتكون في رأس أولويات هذه الأمة العربية والإسلامية وفي مشاريعها وحركتها.

 

أهمية "يوم القدس" في وجدان الأمة

والحقيقة أن يوما بعد يوم يتأكد أهمية تثبيت يوما للقدس يجتمع فيه كل العالم الإسلامي للوقوف على أحوالها وأحوال فلسطين وشعبها وما يجري فيها من ممارسات قمعية إسرائيلية لم تتوقف منذ النكبة وحتى اليوم، فمن لا يهتم يوميا بصورة دائمة بفلسطين يأتي "يوم القدس" من كل عام ليذكره أن ما يحصل في هذه المنطقة لا يجب أن يجعلك تخطئ تصويب "البوصلة" بالاتجاه الصحيح فلسطين بما فيها من مقدسات إسلامية ومسيحية بدءا من القدس والمسجد الأقصى وصولا إلى كنيسة القيامة وما تمثله فلسطين من مهد للديانة المسيحية.

 

وتثبيت يوم عالمي للقدس، يجعل كل المسلمين والعرب في العالم يقفون جنبا إلى جنب في لحظة ما ليطالبوا بإعادة الحقوق المغتصبة إلى أصحابها في الأراضي الفلسطينية المحتلة، لذلك نرى المسيرات تعم العالم الإسلامي في هذا اليوم ونرى المسلمين والعرب يحيون هذا اليوم في بلدانهم والبلدان الغربية أيضا، فيوم القدس العالمي هو فرصة للقول للعالم أن هناك قضية تعني كل الأحرار في هذا العالم هي قضية فلسطين التي شُرد أهلها دون وجه حق من أرضهم وسلبت منازلهم وحقولهم واستبدلوا بأناس آخرين في تغيير ديمغرافي يخالف كل حقوق الإنسان في هذا العالم، فيوم القدس بهذا المعنى يصبح يوما يتجاوز حدود العرب والمسلمين ليفتح المجال لكل الناس أن يساهموا ويشاركوا فيه.

 

والحقيقة أن "يوم القدس" بكل معانيه يدفعنا إلى طرح تساؤل بسيط لماذا الانشغال عن فلسطين رغم أن الحق في هذه القضية بيّن وواضح ولا يحتاج إلى كثير من البحث والتحليل والشرح؟ فهل من أحد ينكر أن العدو الإسرائيلي أسس كيانه على أنقاض فلسطين وعلى أنقاض الشعب الفلسطيني؟ هل من أحد يجادل في كل المجازر التي ارتكبها هذا العدو بحق الفلسطينيين وما يزال في الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة المحاصر وفي داخل الأراضي المحتلة في العام 1948؟ هل من أحد في هذا الكون لا يعترف أنه تمّ جلب المستوطنين الصهاينة من كل بقاع الأرض وتم خلق "شعب" وتوطينه في هذه الأرض؟ هل من أحد من المسلمين لا يعترف بقدسية المسجد الأقصى والقدس مع كل ما يتهددهما من مخاطر يعترف بها الصهاينة صراحة؟ فلماذا والواقع على هذا الحال نرى أن هناك غضوا أبصارهم وصموا آذانهم ورفضوا التداول في القضية والحقوق الفلسطينية؟ بل ربما البعض شطب هذه الأمور من قاموسه.

 

ما يجري في المنطقة.. ابحثوا عن "إسرائيل"

كل ذلك يدفعنا إلى التساؤل عما يحصل في المنطقة لإشغال أهلها وأسباب كل ما يجري فيها؟ أليس هناك علاقة ما تربط بين إشغال المسلمين والعرب بعضهم ببعض وبين شطب القضية الفلسطينية والقدس؟ أليس إلهاء الناس ببعضهم في المنطقة له علاقة مباشرة بجعلهم ينسون قضية فلسطين؟ ولماذا يتم خلق أعداء وهميين لبعض العرب والمسلمين أليس لتعمية الحقيقة عن العدو الواحد للجميع ألا وهو "إسرائيل"؟ يكفي أن نجلس ولو لمرة واحدة للتفكير بهدوء بأنه لمصلحة من كل ما يجري في المنطقة وفي دول المسلمين والعرب؟ هل هناك أحد آخر يستفيد أكثر من "إسرائيل"؟ وبعدها يمكننا معرفة من يقف خلف كل ما يجري في المنطقة.

 

من هنا نعرف أهمية "يوم القدس" الذي يرسخ الوعي لدى الشعوب العربية والإسلامية لا سيما الأجيال الشابة والصاعدة التي لم تعش تاريخ النكبة والحروب العربية المتتالية والتي قد تلهيها الأحداث المفتعلة في أكثر من بلد عربي وإسلامي، وبالتأكيد أن يوم القدس هو "جرس إنذار" لكل الشعوب الحرة في العالم لا سيما العربية والإسلامية وبالأخص الشعب الفلسطيني بضرورة المطالبة بحقوقهم كل حقوقهم، خاصة أن الاعتداءات الإسرائيلية لم تتوقف من محاولات تهويد القدس وبناء المستوطنات الصهيونية إلى التنكيل بالفلسطينيين والتدنيس المستمر للمسجد الأقصى إلى بناء جدار الفصل العنصري وحصار غزة...

 

"يوم القدس".. الحوار والأولويات

كما أن "يوم القدس" هو محطة سنوية لتوعية الرأي العام العالمي على الظلم المستمر عبر الزمن للشعب الفلسطيني الذي شرد بسبب مشروع "إسرائيل" في المنطقة، وللإضاءة على الجريمة المتمادية في طمس معالم العدالة الإنسانية عبر التعمية على القضية الفلسطينية، هذا وقد يشكل يوم القدس فرصة لكل نظام رسمي عربي أو غير عربي إسلامي أو غير إسلامي للعودة إلى الضمير للاعتراف بمظلومية شعب فلسطين وبأحقية هذه القضية وبأن الابتعاد عن هذه القضية هو الخسران بحد ذاته ويشكل وصمة عار لكل من يعرف الحق ويبتعد عنه.

 

علما أن "يوم القدس" هو مناسبة للتلاقي العربي والإسلامي حول قضية ثابتة وموثقة، فهي مناسبة للحوار والتفاهم وتقريب وجهات النظر بين كل الأطراف فهي مناسبة جامعة لحل أي خلاف أو سوء تفاهم طارئ أو موجود بين أبناء الدين الواحد أو القومية الواحدة أو حتى بين بني البشر بشكل عام، فهل سنرى هذا اليوم نقطة التقاء بين العرب والمسلمين؟ بالتأكيد أن ذلك ممكنا وليس مستحيلا إنما يحتاج إلى إرادات ونوايا حسنة همها الأول تحقيق مصالح الأمة لا الدخول في أحلاف لشن حروب هنا وهناك ولدعم جماعات تزعزع أمن أكثر من بلد على امتداد هذا العالم.

 

يبقى الأكيد أن سقوط مصداقية أي نظام أو مشروعية أي سلطة هو بمدى الاعتراف ودعم القضايا المحقة في هذا العالم، ومن أكثر من قضية فلسطين والقدس يتمتع بهذه الصفة ولذلك فكثير من الدول والأنظمة والقيادات سقطت وستسقط عند امتحان فلسطيين والقدس وتعارضها مع مصالحهم ومشاريعهم وتحالفاتهم وأحلافهم وأسيادهم، بالمقابل هناك من سينجح بل سيبدع رغم كل الظروف ومحاولات الحصار وتشويه الصورة فقط لأنه آمن بقضية القدس وفلسطين وجعلها في أولى الأولويات التي تتحكم بكل توجهاته وتحالفاته ومشاريعه.. والأكيد أن "شرف القدس يأبى أن تتحرر إلا على أيدي المؤمنين الشرفاء".

 

أضيف بتاريخ :2016/07/01

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد