آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
سلمان الجابري
عن الكاتب :
سلمان الجابري ..طالب إعلام بجامعة جازان /كاتب رأي في صحيفة انحاء

وجبة غداء مع وزير الصحة

 

سلمان الجابري

 حتى تعلم يا معاليكم ويتبين لكم الفساد يا أصحاب السمو الأمراء سأحكي لكم عن يومي الذي انتهى بالغداء مع وزير الصحة المهندس خالد الفالح والأمير محمد بن ناصر أمير منطقة جازان في يوم افتتاح مستشفى الأمير محمد بن ناصر.

بعد إنهاء محاضراتي الدراسية بلغني أن هناك حفل افتتاح لمشاريع صحية بالمنطقة ولم أكن من المستعدين ولا حتى من الراغبين في الحضور بعد إصرار اثنان من الأصدقاء ذهبنا لنستمتع ونشاهد افتتاح التنمية.

وبطريق غير شرعية (واسطة) تمكنا من الدخول شاهدنا بجوار قاعة الاحتفال طاولات مليئة بالحلويات والمشروبات وجميع الموظفين في المستشفى مستمتعين إلى ان جاء من بعيد مدير المستشفى شبيه الفنان عبادي الجوهر يهش بذراعيه الموظفين ويحث العاملين على تنظيف المكان لأن الأمير والوزير في طريقهم إلى الوصول.

بلمح البرق تغير كل المشهد وغادر الجميع من إعلاميين وموظفين ومراجعين رغماً عنهم أما أنا وأصدقائي بحيلة ذكية على ذاك المدير استطعنا البقاء أمرنا أن نكون كالجدران حين يمر الأمير والوزير وأتذكر في أخر الممر أسقط أحد العمال الأجانب كأس شاي فصرخ الجميع في وجهه.

جاء الأمير محمد والوزير خالد والأستاذ عثمان الصيني رئيس تحرير صحيفة الوطن يسيرون باتجاه القاعة على ذاك البساط الأحمر وأمامهم مصوري القناة السعودية.

 

كان كل شيء مذهل الهدوء مذهل نظافة المكان مذهله رائحة البخور مذهله تعامل الموظفين مذهله كل شيء كان في مكانه كل شيء يدل على الأمانة في تنفيذ المشاريع والإخلاص في العمل.

وبعد الانتهاء من مراسيم افتتاح المستشفى انتقلنا إلى قاعة الطعام لتناول وجبة الغداء كان في تلك القاعة الأمير والوزير وكبار الشخصيات والمسؤولين في المنطق وأنا واثنان من الزملاء الذين كنا في الحقيقة نتصنع شخصية الناس المهمين.

غادر كلاً منا المكان متجهاً إلى بيته ودارت الأيام وها نحن ذا نستيقظ اليوم على خبر وفاة ٢٣ بينهم طفل وإصابة ١٢٥ حاله في حريق مستشفى جازان العام.

وأنا الذي كنت من الحاضرين في حفل افتتاح مستشفى الأمير محمد بن ناصر بجوار جميع المسؤولين أتسأل كيف احترق الثلاث والعشرين مواطن حتى الموت وأصيب مئة وخمسه وعشرين أخريين كيف حدث ذالك والمسؤولين حتى سماع صوت كأس شاي يسقط على الأرض لا يريدون من شدة الحرص والاهتمام.

فتبين لي أن ما كان والله أهام ديكور من الأكاذيب خوفاً من الأمير والوزير هل أنتم تتخيلون بحضور الأمير أصوات سقوط أكواب الشاي ممنوعة وحين لا يكون من الحاضرين يموت ٢٣ مواطن هل أنتم الآن في الصورة.

في الختام سؤالي إلى وزير الصحة خالد الفالح هل بعد الاستمتاع بمذاق الروبيان في تلك القاعة المدججة بالأوهام هل تركت المشلح على جنب واتجهت إلى مستشفى جازان العام لتشاهد الفساد أو إلى مستشفى العارضة لتشاهد الإهمال وكيف حال المرضى أو إلى مستشفى الدائر في الجبال النائية لتشاهد ما لا يطاق أو مستشفى محافظة فرسان أو أو أو أو أو….. (أم أنك اكتفيت بطعام وغادرت المكان الى دارك أيضاً).

 
صحيفة أنحاء

أضيف بتاريخ :2015/12/25

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد