محسن علي السُّهيمي

  • جاسم الصحيِّح.. لماذا هو مختلف ؟!

    يُشكِّل الشاعر السعودي جاسم الصحيِّح علامة فارقة في مسيرة القصيدة العربية، فبعد أن كادت الذائقة العربية تتحوَّل بالكلية عن القصيدة العمودية بفعل جمودها، وبفعل النفخ المستمر في قصيدة النثر منذ ما يزيد على نصف قرن يأتي الصحيّح ليُشكِّل مدرسة إحياء جديدة تنطلق من الجذور وتُحلِّق في آفاق الإبداع، فيُعيد كتابة تاريخ القصيدة العمودية من جديد، ويُعيد لها وهجها وبهاءها. ومع أن الصحيِّح اسم بارز على خارطة القصيدة العمودية، إلا أنه لم يقف موقف المعارض للأشكال الأخرى، إذ يقول بحسب ميدل إيست أون لاين: «أنا منفتح على كلِّ الأشكال الشعرية حتى قصيدة النثر التي يُعارضها الكثير.. ولو كُنتُ واثقًا من نفسي أنني سوف أكتب قصيدة نثرية جميلة لمَا تردَّدتُ في كتابتها»، ويُؤكِّد على أن «حضور القصيدة العمودية في كلِّ البلدان العربية ومنها المملكة العربية السعودية حضورٌ كثيف، خصوصًا في العقد الأخير، بعد أن هدأت معركة حرب الأشكال الشعرية». يحتاج الوقوف على مفاتن التجربة الشعرية عند الصحيِّح لمجلدات، وليست لديَّ القدرة على الإحاطة بها، ولستُ في مقام التقديم له بوصفهِ شاعرًا مختلفًا ذا تجربة شعرية فريدة أعادت للقصيدة العمودية مكانتها السامقة في قالب لا يركن لهيمنة الوزن وسُلطة القافية على حساب الصورة الشعرية المجنحة في أُفق الخيال والجمال المنحوتة من عوالم الوعي واللاوعي؛ فالصحيِّح بحسب الشاعرة اعتدال ذكر الله: «استطاع وبذكاءٍ فطريٍّ نادر أن يُعيدَ للشِّعر العربي الفصيح جمالياته، وللقصيدة الخليلية الكلاسيكية هيبتها بعد أن ضاعت في ضوضائية النُّثَّار ومُدَّعي التَّمدُّن النَّتاجيِّ القاتم».

  • «الابتدائية».. هل يُرادبها خيرًا؟!

    تأتي أهمية المرحلة الابتدائية من كونها الركيزة الأولى في مسيرة الطالب التعليمية، والمنطلق الحقيقي له، والحاضنة الأولى التي تتشكل فيها مهاراته، ويَكتسب فيها معارفه. المرحلة الابتدائية بمثابة التربة التي تبدأ منها مسيرة حياة النبتة،

  • مستشفى غدران.. من يعيد حياته؟

    حمل شهر ربيع الثاني من العام (١٤١٩هـ) مفاجأة سارة لأهالي منطقة الباحة وما حولها من مناطق ومحافظات الجنوب. المفاجأة تمثلت في افتتاح الملك عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله -ولي العهد آنذاك- مستشفى غدران العام ببلجرشي لصاحبه الشيخ سعيد غدران رحمه الله،

  • الفزعات الأمريكية

    محسن علي السهيمي .. يُحكى أن قطَّتَينِ وَجدتَا قطعةَ جُبن فتنازعتاها طويلاً، وأخيرًا ذهبتَا إلى (الثعلب الحكيم) وأخبرتاه خبرهما، فشطَر الثعلب قطعة الجبن شطرَين أحدهما أكبر قليلاً من الآخر، ودفع لكل قطة بشطر. عندها استقوت به القطة صاحبة الشطر الأصغر، فأخذ الثعلب الشطر الأكبر وقضم منه قضمة فأصبح أصغر قليلاً من الشطر الآخر،

  • لماذا يهجر المثقفون محاضنهم؟

    محسن علي السُّهيمي .. لماذا يهجر المثقفون محاضنهم؟ يعيش المثقفون حالةَ قلق دائم، ويتطلعون لحرية ذاتِ مَدى أوسع، ويترقبون المواسم الثقافية ليُفْضُوا من خلالها بوجعهم ويطلقوا مواهبهم وإبداعاتهم. المثقف كالطائر الحُر لا يقبل الحبس ولو كانت قوائم قفصه من سبائك الذهب، والثقافة بمثابة النهر الجاري الذي لا يرتهِن إلى مصد، بل يبحث عن منفذ ليصل إلى مبتغاه فيروي عطش الأكباد الظمأى والأرض اليباب، وما فاض فيدفع به نحو الشطآن.