طراد بن سعيد العمري

  • التحالف الإسلامي والمعضلة الكبرى

    طراد بن سعيد العمري لازال الوقت مبكراً للحكم على المبادرة السعودية والإعلان المفاجئ للبيان المشترك لإنشاء “التحالف الإسلامي العسكري” نظراً لغياب كثير من التفاصيل حول الإستراتيجية؛ والأهداف؛ والتكتيك؛ والدول المشاركة وغير المشاركة؛ والكلفة؛ والتوقيت؛ وفرص النجاح والفشل. لكن الأكيد أن إنشاء تحالف إسلامياً عسكرياً سيخلق معضلة كبرى بمعنى أن في حالة نجاح التحالف ستظهر مشكلة، كما أن في حالة فشله سيخلق مشكلة أيضاً. وسنبحث بالتفصيل المعضلة، ثم نطرح كثير من التساؤلات الجوهرية والمشروعة لمحاولة فهم طبيعة هذا التحالف والمئالات المُحتملة والخيارات المتاحة.

  • قراءة في قسم الوزراء

    طراد بن سعيد العمري يؤدي كل وزير يتم تعيينه في السعودية قسم عظيم يقول فيه: “أقسم بالله العظيم أن أكون مخلصاً لديني ثم لمليكي و “بلادي”، وأن لا أبوح بسر من أسرار الدولة، وأن أحافظ على مصالحها وأنظمتها، وأن أؤدي أعمالي بالصدق والأمانة والإخلاص”. يمكن تقسيم القسم إلى أربعة مفاصل أو محاور رئيسية: (١) الإخلاص لله والولاء للملك والانتماء “للبلاد” (الوطن)؛ (٢) عدم البوح أو إفشاء أسرار الدولة؛ (٣) المحافظة على مصالح وأنظمة الدولة؛ وأخيراً، (٤) تأدية العمل بالصدق والأمانة والإخلاص. وسنحاول هنا أن نغوص في مضامين هذا القسم لنتعرف أكثر وأكثر على مفاصله وتفاصيله ومحاوره، ودرجة الوضوح والغموض فيه، وأهميته على مستوى وجودة العمل الإداري الحكومي.

  • سراب المعارضة السورية في الرياض

    طراد بن سعيد العمري يجتمع في مدينة الرياض السعودية، لفيف ممن يسمون أنفسهم أو أسمتهم الإدارة الأمريكية “المعارضة السورية المعتدلة”، في محاولة ومهمة شبه مستحيلة لجمع الكلمة وتنسيق الجهود وتشكيل وفد موحد يملك التجانس والتناغم والرؤية الإستراتيجية للجلوس مع الحكومة السورية في لقاء نيويورك القادم. لكن مع كل هذه الجهود، التي تحسب للسعودية في إيجاد حل سياسي للأزمة السورية التي افتعلتها الإدارة الأمريكية وإستخباراتها وبعض حلفائها في المنطقة (تركيا وقطر)، إلا أننا نشك في إمكانية نجاح ما يسمى “المعارضة السورية المعتدلة”، كما ندحض مصطلح “المعتدلة” الذي ابتدعته أمريكا من دون أساس واقعي. وسبب الشك بسيط وهو أنه لا يوجد معارضة سورية ناضجة يمكن أن تصطف خلف هدف واضح يخدم سوريا الدولة والمؤسسات والمجتمع، ويساعد على الترميم بدلاً من التأزيم. ولهذا نجادل بأن كل ما نسمع ونرى هو “سراب المعارضة السورية” وليس معارضة سياسية حقيقية.

  • عاصفة الظلام في عاصمة النور

    طراد بن سعيد العمري الهجمات الإرهابية التي ضربت باريس يوم الجمعة ١٣ نوڤمبر الماضي، كانت عاصفة من الظلام حاولت إطفاء أضواء الحرية والثقافة في باريس فإنعكس نور الثقافة والقيم الفرنسية مضيئاً معالم كثيرة في مختلف مدن العالم. أثبت الشعب الفرنسي أنه قوي وقادر على صنع الحياة ومتحدياً ظلام الفكر الأسود وحاملاً مشعل الحرية كما كان منذ الثورة الفرنسية التي غيّرت العالم. التحدي الذي يواجه فرنسا وشعبها وإرثها العظيم من قيم التسامح والثقافة والحريّة يكمن في سؤال واحد: هل تكون أحداث الجمعة الأسود في باريس نهاية أم بداية الحقبة الفرنسية؟

  • طفح السيل والكيل يا أمير مكة

    طراد بن سعيد العمري طفحت سيول جدة واختلط الماء بالكهرباء بالصرف الصحي في تمازج عجيب وحادثة هي الثالثة من نوعها في أقل من عقد. تكرار حادثة السيول هو بكل تأكيد ضياع الأمانة، وفشل الإدارة، وقلة المعرفة، بكل معنى الكلمة. طفح الكيل، أيضاً، عند سكان مدينة جدة ومنطقة مكة المكرمة، ومعهم بقية سكان المملكة وهم ينظرون ويرقبون شوارع جدة تتحول بحيرات وأحياءها إلى جزر معزولة. والجميع اليوم ينتظر بفارغ الصبر، ردة فعل الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين وأمير منطقة مكة المكرمة. هل سينتفض سموه بما عرف عنه من حزم إداري بمحاسبة ومعاقبة كل من شارك في مشاريع تصريف السيول التي بدأت منذ العام ٢٠٠٩م؟ هل سيتم إعفاء مسئولي الأمانة وعلى رأسهم الأمين الذين فشلوا بشكل متكرر لا يقبل معه التبرير؟ هل سيتم وضع الاستشاريين والشركات المنفذة في القائمة السوداء؟ هل ستكون التحقيقات شفافة وتعلن نتائجها على العامة؟

  • سوريا: الأسد بين الدب والحمار

    طراد بن سعيد العمري نجح الرئيس السوري بشار الأسد في إقناع العالم برؤيته التي حاجج بها على مدى أربع سنوات خلت بأن الإرهاب والمنظمات والجماعات الإرهابية ومن يقف وراءها كانوا خلف الفوضى الغير خلاقة التي اجتاحت سوريا. ولذا انصاعت أمريكا وحلفائها في أوروبا والشرق الأوسط إلى روسيا وإيران وحلفائهم في أهمية بقاء الرئيس بشار الأسد، والتكاتف جميعاً لمحاربة الإرهاب الذي لا يقتصر خطره على سوريا وما حولها بل يمتد إلى دول العالم المؤثر من دون استثناء.

  • المرونة السعودية: يبقى الأسد… وأهلاً بإيـران

    بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة إلى أجل غير مسمى، كان من أهم نتائج مؤتمر ڤينا الذي إلتئم ونجح بفضل المرونة السعودية في تحريك القضايا العالقة وتبريد البؤر الساخنة في الشرق الأوسط. دعوة إيران إلى ڤينا ومشاركتها في المؤتمر، لم تكن لتتم لولا موافقة السعودية. سبع ساعات متواصلة من الإجتماع و “المناقشات الصريحة” من دون خروج أحد الأطراف الرئيسيين لم تكن لتحدث لولا الحكمة والمرونة السياسية السعودية. وإذا كان العالم يرى في مؤتمر ڤينا مؤشر واضح على دور روسيا المتنامي والمتزعم للعالم، فإن الدور السعودي يوازيه في الأهمية، مما يعني أن السعودية دولة محورية تتزعم قضايا منطقة الشرق الأوسط بإشراك الآخرين وليس إقصائهم وهذا مايؤكد مرونة السياسة الخارجية السعودية في التكتيك وثباتها في الإستراتيجية.

  • هل تبخّر الجيش الحر؟

    خمس سنوات تقريباً ونحن نسمع عن “الجيش الحر”، وعن “إئتلاف المعارضة السورية”، وعن “المعارضة المعتدلة”، ودعم مالي سخي وتسليح لهذه المعارضة المزعومة من عديد من الدول وفي مقدمتها الولايات المتحدة التي رصدت 500 مليون دولار،