بيار أبي صعب

  • إذا ذهبت القدس… فماذا سيبقى؟

    هكذا إذاً، تجرّأ الكاوبوي الأرعن أخيراً حيث تردد كل أسلافه منذ 1995. ذلك العام، أقرّ الكونغرس قانوناً بنقل سفارة الولايات المتحدة الأميركيّة من تل أبيب إلى القدس المحتلّة. لكنّ أيّاً من نزلاء البيت الأبيض لم يمتلك ـــ منذ ذلك التاريخ ـــ الجنون الكافي، وقلّة المسؤوليّة والوعي والإدراك، والأميّة السياسيّة البلا قرار، والغطرسة الاستعماريّة المنقطعة النظير، ليصدّق على القانون ويضعه في حيّز التنفيذ.

  • أنا عربي يا جحش!

    أيّاماً قليلة قبل موعد الذكرى الثلاثين لاستشهاد ناجي العلي، خطر لشخصيّة بارزة في المشهد السياسي اللبناني، أن توجّه إهانة جديدة إلى الشعب الفلسطيني، ماضية في ممارسة تلك الهواية التي تميّز اليمين الانعزالي في بلد العسل والبخور، بين «رهاب الغريب» و«الهويّة المذعورة» و«السيادة المستهدفة».

  • «مرتينة» غسان كنفاني

    «إنّه فنّان، أو أديب… فما دخله في السياسة؟». تلك الجملة، الساذجة ظاهريّاً، صارت على الموضة في السنوات الأخيرة. وليس من قبيل المصادفات أنها تستعمل غالباً في سياق أنسنة العدو الإسرائيلي، وشرعنة «التطبيع الثقافي» الذي هو «أرقى» أشكال الاستسلام.

  • «حفلة سمر» من أجل الانتصارات الآتية

    صحا سكان الكيان الغاصب على صفارات الانذار ذلك الإثنين المشؤوم، في الخامس من حزيران 1967. لم تكد تحلّ الثامنة صباحاً، إلا وطائرات العدوّ تُغير على القواعد الجويّة المصريّة. خلال ساعة كانت إسرائيل قد شلّت سلاح الجوّ المصري، وبدأ الاجتياح البرّي على جبهة سيناء. بعد قليل ستبدأ المواجهات مع سوريا والأردن.

  • أيها السادة إسرائيل ليست وجهة نظر!

    النجدة! «الحكومة اللبنانيّة تريد منع فيلم «المرأة الخارقة» لمجرّد كون بطلته إسرائيليّة». هكذا عنون «البلوغر»، وهو طبيب لبناني شاب، مقالة استنكاريّة مطوّلة على مدوّنته. أين المشكلة في أن تكون بطلته إسرائيليّة، يا جماعة؟ ويمكننا أن نضيف هنا، على طريقة «زكريا» بطل زياد الرحباني في «نزل السرور»: «ليك ليك مَلا حِجّة!».

  • إلا في فلسطين… فالجوع ثائر!

    «الجوع كافر ـــ كتب أحد الناشطين بالأمس على تويتر ـــ إلا في فلسطين، فالجوع ثائر»! اثنا عشر يوماً والأسرى الأبطال في سجون الاحتلال يشهرون «أمعاءهم الخاوية» في مواجهة غطرسة الإسرائيلي ووحشيّته. اثنا عشر يوماً وسط تجاهل الضمير العربي المشلول، الغارق في مستنقعات الخيانة والاستسلام والتفتت، برعاية إسرائيليّة معلنة.

  • التفكير في زمن التكفير: من قتل ناهض حتّر على أدراج قصر العدل!

    بيار أبي صعب .. فعلتها الظلامية إذاً! الظلامية وكل من وما يقف خلفها، أو يختبئ وراء قناعها... هكذا إذاً، التهديدات وتحليل الدم والدعوات إلى القتل وجدت طريقها إلى التنفيذ، بعد هستيريا مواقع التواصل الاجتماعي منذ أواخر الشهر الماضي، وتصريحات سياسية ملتبسة سمعناها في الأردن... رصاصات قليلة، أطلقها قاتل ملتح بائس حشي رأسه بفهم مشوّه للدنيا والآخرة، فتهاوى زميلنا الكاتب والمناضل الأردني ناهض حتّر (١٩٦٠ ــ ٢٠١٦) في عمّان، على درجات قصر العدل: هذا المكان الرمزي الذي يفترض أن يجسد العدالة والحق ودولة القانون والديمقراطية والسلم الأهلي.