عبد الله الناصر

  • أفلاك الحيرة

    سبق أن كتبت عن وضع المجتمع العربي وقلت أنه لم يعد مجتمعاً منسجماً مع ذاته، بل هو مجتمع تفلتت روابطه الإنسانية، وتخلقت لديه روابط أخرى وعلائق نفعية. أي أنه مجتمع انشغال واستهلاك.. فالناس يلتقون في أعمالهم في المؤسسات، والدوائر، والبنوك، والمحال التجارية وغيرها. وهم لا يلتقون في الواقع وإنما يجتمعون وكل مشدود إلى كرسيه أو آلته أو جهازه الخاص. بمعنى أنه لم يعد مجتمعاً منسرحاً، ممتداً يشكل رقعة متشادة متماسكة، وإنما هو مجتمع حلزوني يتصاعد في ازدحام وتضايق إلى درجة التزاحم والانغلاق والانسداد الأفقي، بل أخذ يتشرخ وتتباعد فيما بينه مسافة الالتقاء.

  • الصدمة

    عبدالله الناصر .. دخل الشيخ إبراهيم على الطبيب، وهو يرتعد ويرتعش قليلا وكان وجهه شاحباً ومتجعداً كلحاء شجرة يابسة.. ومع ذلك فهو لايزال صلباً وقوياً.. وبعد أن سجل الطبيب اسمه، وسنه، والإجراءات المتبعة سأله: مم تشتكي..؟ قال: مصدوم ’يا دختور’..! -كان كبار السن في البلدة يسمون الطبيب- ’دختور’..