آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
جوليان بورجير
عن الكاتب :
محرر الشؤون العالمية – صحيفة (الجارديان) - البريطانية

قلق أوروبا إزاء أيديولوجية ترمب

 

جوليان بورجير  ..

 عبرَّت بريطانيا ومسؤولون أوروبيون وأميركيون عن قلقهم إزاء قرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب بالحظر الذي استهدف عددا من الدول الإسلامية، وأبدوا تخوفهم من انعكاس ذلك الحظر سلبا على الأمن الغربي بوجه عام.

 

ومن المعتقد أن يكون هذا الحظر قد صيغ من قبل مجموعة محيطة بالرئيس ترمب، لها دوافع أيديولوجية، دون التشاور مع وزاراتي العدل والخارجية أو إدارات الأمن الداخلي، والتي لها وزن وتأثير كبيرين على العلاقات الخارجية الأميركية، فضلا عن المخاوف الأمنية في البلاد والالتزامات القانونية.

 

ويرى بعض المسؤولين أن أمر ترمب التنفيذي المعادي للمسلمين قد يكون بمثابة أداة تستخدمها الحركات المتطرفة، مثل تنظيم داعش، لتجنيد عناصر موالية لها، في حين أنه يُبعد حكومات العالم العربي والإسلامي من تعاونها الضروري لتحديد هوية الإرهابيين المحتملين. هذا بالإضافة إلى أن تبادل المعلومات الإستخباراتية مهدد بالفعل بسبب حالة عدم اليقين من نوايا إدارة ترمب التي تنوي استخدام التعذيب.

 

وهناك أيضا قلق حول الطبيعة التعسفية لقائمة الدول السبع التي يشملها الحظر. وأشار مسؤول غربي إلى أنه ليس هناك أي هجمات إرهابية على الأراضي الأميركية قد نُفذت من قبل مواطني الدول المذكورة في الأمر التنفيذي. وأضاف المسؤول "ومن وجهة نظر مكافحة الإرهاب، فإن قرار الحظر لا معنى له على الإطلاق، إنه فعل سياسي، ليس مبنيا على أساس الأمن القومي".

 

وأصدر اثنان من الشخصيات البارزة في الحزب الجمهوري، جون ماكين وليندسي جراهام، بيانا مشتركا انتقدا فيه الحظر. وقالا "نخشى في نهاية المطاف أن يصبح هذا الأمر التنفيذي جرحا ذاتيا في مجال مكافحة الإرهاب".

 

وأضاف ماكين وجراهام "لدينا حلفاء أكثر أهمية في المعركة ضد تنظيم داعش، غالبيتهم العظمى من المسلمين الذين يرفضون أيديولوجية الكراهية المروعة. ويرسل هذا الأمر التنفيذي إشارة، مقصودة أو غير مقصودة، بأن أميركا لا تريد قدوم المسلمين إليها. وهذا هو السبب الذي يجعلنا نخشى أن هذا الأمر التنفيذي قد يساعد في تجنيد الإرهابيين بدلا من تحسين أمننا".

 

وكان المسؤولون البريطانيون قلقين من أن قرار الحظر الذي أُعلن أثناء أو بعد وقت قصير من زيارة رئيسة الوزراء تيريزا ماي، التي كررت دعم المملكة المتحدة لإبقاء العقوبات المفروضة على روسيا في مكانها حتى تُنفِّذ موسكو اتفاق "مينسك" للسلام في أوكرانيا. وفي يوم الجمعة الماضي قال ترمب إنه "من المبكر جدا" الحديث عن رفع العقوبات. ولكن، وفقا للكرملين، عقد ترمب محادثات استمرت ساعة مع فلاديمير بوتين السبت الماضي ناقشا فيها الشراكة الأميركية - الروسية المحتملة في الشرق الأوسط وأوكرانيا.

 

من ناحية أخرى، زار مسؤول كبير في حلف شمال الأطلسي (الناتو) البيت الأبيض الأربعاء الماضي سعيا إلى عقد قمة غير رسمية لزعماء الحلف قبل أن يلتقي ترمب مع بوتين، من أجل طمأنة حلفاء الولايات المتحدة، لا سيما في أوروبا الشرقية.

 

صحيفة الوطن أون لاين

أضيف بتاريخ :2017/01/31

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد