آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
د. كامل خالد الشامي
عن الكاتب :
باحث وكاتب مستقل

من سيشارك في الحرب القادمة علي غزة؟

 

أ.د.كامل خالد الشامي

تتكون في الفترة الأخيرة تحالفات جديدة في المنطقة المحيطة بفلسطين, ولن تكون فلسطين بمنأى عن هذه التحالفات وربما تكون هي السبب فيها.

 

وهذه التحالفات ستكون أشد ضراوة من سابقاتها, وقد دخلت في هذه المرة إسرائيل  على الخط  كحليف استراتيجي لمحاربة الإرهاب, ما يستدل أن هناك عمليات عسكرية قادمة  ضد غزة ولبنان وإيران و لترتيب المنطقة بطريقة تتلاءم مع متطلبات الأمن الإسرائيلي

 

وربما تكون غزة هي الهدف الأول في هذه العمليات,ففي إسرائيل يتوقع المحللين السياسيين والعسكريين نشوب حرب علي غزة بينما يتحدث أعضاء الحكومة الإسرائيلية عن هدوء تام علي جبهة غزة, ويشاركهم في هذا  الرأي المحللين السياسيين الفلسطينيين الذين لا يعتقدون أن إسرائيل معنية بشن حرب علي غزة في هذه المرحلة,  كما ويعتقدون أن هدوء جبهة غزة كفيل بمنع نشوب حرب, دون الإشارة إلى أن الجيش الإسرائيلي لديه خطط إستراتجية لتدمير قطاع غزة.وبين الحين والأخر نسمع تصريحات من قبل الجيش أن الحرب تقترب من غزة, ما يعني أن هناك نقاش يدور عن موعد الحرب علي غزة

 

وعلى الأرض تشدد إسرائيل الحصار بشكل غير طبيعي وتمنع السكان والمرضي والطلاب والتجار من الحركة والوصول إلى الضفة الغربية أو إلى أماكن أخرى.

 

وفي الأروقة الإسرائيلية يتهمون غزة  بصناعة الإنفاق والصواريخ وممارسة الإرهاب بدلا من صناعة الهايتك وتطوير الصناعة والزراعة

 

والسؤال المطروح أين وكيف سيتم تطوير الهايتك بغزة ما دامت المعابر  والحدود مغلقة وكيف سيتم تطوير الاقتصاد والصناعة ما دام الاستيراد والتصدير شبه متوقف باستثناء المواد الغذائية,وأين سيتم تطوير الزراعة في قفص غزة أو في داخل السجون, وفي الانقطاع شبه الدائم للكهرباء, أو في البنية التحتية التي تم تدميرها بشكل شبه كامل

 

إن حجم المعاناة والفقر والبطالة وانسداد الأفق  والأزمات الإنسانية التي يتعرض لها السكان بغزة جراء الحصار والانقسام قد أجهزت على أي فرصة لتحسين الوضع.

 

لقد دمرت إسرائيل في عمليات عسكرية متتابعة  تحت مسميات مثل الجرف الصامد والرصاص المصبوب أغلب المنشآت المدنية والموارد الطبيعية وقتلت وجرحت  وشردت الآلاف من السكان وخلقت فوضي عارمة في القطاع, ولولا وجود مؤسسات الإغاثة الدولية والإقليمية والشئون الاجتماعية لشهدنا مجاعة حقيقية بغزة تؤدي إلى وفاة مئات الآلاف.

 

وعود علي بدء الحرب المقبلة علي غزة ستشنها إسرائيل لأن لديها جيش مدجج بالسلاح وستطلق الصواريخ من غزة على غلاف غزة وسيدخل الإسرائيليين الملاجئ, وتلعب إسرائيل دور الضحية وتقوم بتدمير غزة وقتل أكبر عدد يمكن قتله من السكان.

 

وفي ظل التحالفات الجديدة في المنطقة لا أحد يتكهن من سيخوض الحرب علي غزة بجانب إسرائيل هل يظهر فجأة حلف الناتو ؟, أو أي تحالف إقليمي في المنطقة, وهل سيتم استصدار قرار الحرب علي غزة من مجلس الأمن تحت البند السابع ؟, فتدخل جيوش برية إلى غزة كما حدث في الحرب علي العراق.

 

يجتهد مركز دراسات الشرق الأوسط بجدة, ويعتقد أن الإسرائيليين عكس ما هو معروف عنهم يحبون الحياة ولديهم ما يخافون عليه.

 

فهل نحن الفلسطينيون قتله ولا نخاف علي أولادنا , أعطونا أشياء نخاف عليها , دعونا نحب الحياة ولا تحاصرونا بهذه الطريقة الظالمة.

 

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2017/06/20

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد