محمد علي القاسمي الحسني

  • الجزائر بين الأمركة والفرنسة

    يقول المفكر المغربي المهدي المنجرة رحمه الله (الذل الأكبر في نهاية المطاف حين لا نعود عارفين لمعنى الذل)، و الواقع أن هذا المقولة تنطبق حرفيا على العلاقة الجزائرية مع فرنسا المستعمر السابق و الولايات المتحدة الأمريكية، فكلتا القوتان تقومان بموجة اذلال و استعباد قاسية للجزائر في مقابل السكوت الشعبي و الرسمي أمام الاهانات المتكررة ممثلة في الغزو الثقافي و الاقتصادي و السياسي، و لكل مجال حالات ما كان يجب لها أن تكون لو كان صانع القرار الجزائري يدرك أنه يقود دولة لها مقومات القوة الكبرى، فمن الناحية السياسية فقد أصبح السفيران الأمريكي و الفرنسي بمثابة مبشرين بأفكار براقة ناعمة ينشرانها أينما حلا، و آخرها وعد قدمه السفير الفرنسي حين زيارته لمدينة ورقلة بفتح مركز ثقافي فرنسي في المدينة لأجل تعليم اللغة الفرنسية، و في الواقع فان الهدف المبطن هو تلقين الثقافة الفرنسية للمنتسبين، كما أن الجولات المكوكية لزوجة السفير الأمريكي لتجميل الصورة الأمريكية لدى العوام الجزائريين تعد كذلك نقطة لا يمكن السكوت عنها من قبل الحكومة الجزائرية، فبأي صفة تتحرك و ما دوافع تحركاتها في مدن شتى دون أي صفة أو مهام رسمية، و الأدهى من هذا و ذاك الحديث الرسمي الدائم عن تمتين عرى الصداقة مع كلتا القوتين، رغم أن الإمبريالية الغربية وفق فلايديمير لينين تعتبر العدو الأول للشعوب التابعة.

  • في أربعينية الفلاح.. هل من متعظ؟

    يقول الله في محكم تنزيله ( من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا ) ، هذا النوع من الرجال قليل عددهم ، رجال يسطرون أسمائهم في التاريخ و الوعي المجتمعي للشعوب بأعمالهم الفكرية مثل سقراط أو ابن رشد و عبر قيادة الحركات التحررية ضد المستعمر مثلما هي حالة تشي غيفارا و سلطان الأطرش ، و نظرا لاستحالة الإلمام بجل المجالات البحثية مع تطور العلم و زوال معظم الدول الاستعمارية فان القلم غدى الوسيلة الأبرز للنضال ، و لدى العرب أقلام حافظت على نفس المبادئ و الأسس التي بدأت بها الكتابة فلم يغرها المال يوما ولا أخافتها التهديدات اليومية بالقتل ، فكان الموت كمدا لأجل فلسطين خير تشريف لمسيرة أحد الكتاب النبلاء اللذين كان لي شرف معرفتهم .