آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
د. ناصر الجهني
عن الكاتب :
كاتب سعودي، حائز على شهادة الدكتوراه في اللغويات من جامعة مشيغان الأمريكية عام ١٩٨٥م

الخطوط السعودية.. بيتي الأول


ناصر محمد الجهني ..

كنت وما زلت أشعر بانتمائي للخطوط الجوية العربية السعودية منذ التحاقي كطالب بالبرنامج الإعدادي لخدمات النقل الجوي التابع للخطوط السعودية عام 1970 وتخرجي من البرنامج وحصولي على شهادة الثانوية العامة، وتركي للخطوط وابتعادي عنها بالتحاقي بالجامعة عام 1973.. ما زالت الخطوط تعني لي البيت والأهل، حيث أمسك بمفاصل إدارتها ومناصبها القيادية العديد من الزملاء الذين حظيت بزمالتهم في البرنامج الإعدادي، ومع ذلك ورغم تركي للخطوط وانتقالي للعمل الأكاديمي أجد من واجبي كمحب وابن للخطوط السعودية أن أشير إلى ملاحظتين مهمتين حول هذه المؤسسة العملاقة التي تمثل صرحا هاما في كيان المملكة واكب وساهم في كل مراحل تطوره ونهضته وتقدمه.

والانتقاد هنا لا يعني التعريض أو التجريح أو الإساءة والانتقاص وإنما يعني البحث عن الأفضل والإشارة إلى مكامن الخلل وبؤر الضعف وأماكن القصور ليتم الالتفات إليها وإصلاحها سعيا للرقي بمؤسسة تحمل طائراتها علم المملكة العربية السعودية حول العالم، مؤسسة تعكس بمستوى خدماتها الانطباع الأول الذي يحمله القادم إلينا وتترك الانطباع الأخير للمغادر من عندنا، صورة في غاية الأهمية تمثل البلد والشعب يحملها المسافرون لتبقى في ذاكرتهم ولينشروها عبر وسائل الاتصال والتواصل وينثروها في أحاديثهم لأقاصي الأرض ومختلف أصقاعها، لتصبح الخطوط السعودية ليست وسيلة نقل ومؤسسة طيران تجارية هدفها تحقيق الربح وخلق فرص العمل لأبنائنا فحسب، وإنما هي جهاز علاقات عامة ضخم للبلد برمته، إن أحسن منسوبوها الأداء تركنا الانطباع الأمثل والصورة الأجمل عن المملكة العربية السعودية ومواطني المملكة العربية السعودية وعكسنا حرص قادة البلد واهتمامهم بالقادمين وانطباعهم الأول والمغادرين وانطباعهم الأخير.

الملاحظة الأولى تتعلق (ببعض) منسوبي الخطوط السعودية الذين يظهرون لا مبالاة وعدم حرص على خدمة الراكب بالتهرب وإلقاء المسؤولية على الآخرين، والتعالي وسوء التعامل وكأنهم بخدمتهم للمسافر وأداء واجبهم إنما هم يصنعون معروفا ويسدون جميلا منّا وتفضلا وتكرما على من دفع مقابل الخدمة ولا يريد شأنا خاصا أو شخصيا من الموظف وإنما أمر في صميم عمله ومن أجله تم توظيفه، ولو لا المسافر لما كانت الخطوط ولما استمرت وبقيت.

الملاحظة الثانية تتعلق بالتأخير في العديد من الرحلات، والذي بدأ بالتزايد حتى يكاد يصبح ظاهرة تنعكس في أحاديث الناس وتذمرهم وعزوفهم عن استخدام الخطوط السعودية متى ما وجدوا البديل.. مشكلة مؤرقة ومعطلة للمسافرين في رحلات المواصلة ومواعيدهم وارتباطهم بأعمالهم..
ملاحظتان لجانبين مهمين جدا يمثلان المرتكز في عمل أي خطوط جوية، وعلى مسؤولي الخطوط السعودية التنبه لهما والاهتمام بهما والعمل على إصلاحهما بدلا من تقديم المبررات واتخاذ موقف المدافع المدعي الكمال الرافض للنقد كما هو حال كثير من مسؤولينا. فالخطوط السعودية مؤسسة وطنية أولا وأخيرا وتمسنا جميعا وتعنينا جميعا بصفة العموم.. ونحن أبناؤها وأهل بيتها بصفة الخصوص.. وهناك ملاحظات أخرى لا يسع المجال لذكرها كضياع الأمتعة وتغيير المقاعد وكاونتر 99 وغيرها.. ولنا حول (بيتنا) حديث مستقبلا.

صحيفة مكة

أضيف بتاريخ :2016/07/20

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد