آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
إبراهيم علي نسيب
عن الكاتب :
كاتب سعودي

«من برا الله الله» !!

 

إبراهيم علي نسيب ..

المشكلة هنا ليست في المطر ولا في الغرق ولا في الصور ولا في أدوات التواصل ولا في الإعلام المقروء ولا المرئي ولا في مدننا ولا في شوارعنا ولا في مشاريعنا بل المشكلة الحقيقية هي في إدارة الجهات الخدمية المختصة وفي متابعتها لتنفيذ المشاريع وقيامها بمهامها المتعلقة بالمحاسبة والرقابة والعقاب الذي منح اللعب فرصة للنمو وتركه يمشي فوق الأرض دون أن يستوقفه ودون أن يسأله إلى أين أنت ذاهب بنا ؟!، ذلك لأن ما حدث في جازان بالأمس لم يكن غرقاً عادياً بل كان حكاية فساد اغتال أحلام الصغار والكبار وقتل آمال الطامحين حين ذهب بيقين إلى مشاريع ضخمة كلفت الدولة مليارات ليهدمها في ثوانٍ ويكشف المستور في زمن قصير ، نعم كانت مباني الجامعة أحد أهداف المطر وكان المطار والشارع والمنازل التي باتت وكأنها علب كرتون تتراقص فوق الماء ، نعم كانت صوراً مبكية حوَّلت جازان إلى مسرح ضخم لمفتش ضخم ومراقب لا يرحم ، كان المطر هو الضيف والمسئول والمفتش الذي لم يسأل أحداً عن شيء بل قدم الدليل في وقته لكل الناس في زمن قصير ....،،،

• القضية هنا هي أن الدولة تنفق بسخاء على كل ما يهم الوطن بهدف البناء وإسعاد المواطنين الذين باتوا يعيشون حياة صعبة مع بعض المنجزات الهشة والمكلفة التي تأتي لتبدو وكأنها الأجمل في شكلها فقط بينما الحقيقة هي ليست سوى مظاهر لمناظر تشبه الى حد ما المثل القديم «من برا الله الله ومن جوه يعلم الله « ..وفي النهاية السؤال إلى متى سوف يبقى المطر هو الفرح المنتظر والبكاء والعناء والتعاسة التي تأتي فيما بعد لتهدم الحلم على رؤوس الغلابا والمتعبين ، والحديث هنا هو حديث صدق لا يتمنى مساءلة المذنبين فقط ولا محاسبتهم ولا عقابهم بل يريد أن يمنع تكرار ما حدث ويحدث في كل مدن المملكة ليحفظ بذلك أموال الدولة من الضياع في بطون الأودية الضخمة التي لا تمتلئ ولا تشبع !!!

• (خاتمة الهمزة) ... في جازان كان كل شيء جميلاً قبل المطر لا بعده، فخذهم يا سمو الأمير إلى عقاب ينتظره الوطن ... وهي خاتمتي ودمتم.

صحيفة المدينة

أضيف بتاريخ :2016/08/09

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد