آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
صالح الشيحي
عن الكاتب :
بكالوريوس لغة عربية. - عضو مجلس إدارة نادي الحدود الشمالية الأدبي. - عمل مديرا لتحرير مجلة (الثقافية) الصادرة عن الملحقية الثقافية في بريطانيا. - تنقل في عدد من الوظائف التعليمية داخل وخارج المملكة وشارك في العديد من الندوات والمؤتمرات. - عضو في عدد من اللجان والهيئات والجمعيات المختلفة.

أدلع يا كايدهم


صالح الشيحي ..

يقول الشاعر الشعبي: "يا زين فرّع وقـض الراس.. خل الازارير دلاّعة"!
أشغلت نفسي خلال إجازة نهاية الأسبوع بالبحث عن معنى "الدلع"، وأصل الكلمة، وجذرها اللغوي.. وجدت العرب تقول عن الدلع: "دلَّعَ يُدلِّع، تدليعًا، فهو مُدَلِّع، والمفعول مُدَلَّع"، ويقال: "دَلَّعَ أولاده: دلَّلَهُم، استرخى في تربيتهم وتأديبهم"!

وهي على كل حال مفردة دارجة شعبيًا.. وأخذت نصيبها من حناجر المطربين.. وهناك أفلام منذ الخمسينات حملت اسم الدلع والحب وغيرها!
هذه المفردة اللذيذة تم توظيفها أكثر من مرة خلال هذه السنة، بشكل غير لائق على ألسن بعض رجال الأعمال الأثرياء، في مخاطبتهم لذوي الدخل المحدود!

استعنت بصديق "عيّار"، وأرسلت له، فأكد لي أن ثمة بونًا بين "التدليع" قولًا وعملًا.. طلبت منه مثلًا لكي تتضح الصورة.. فقال: هناك -والمثل منه- زوجة تحصل على الدلع باللسان، وزوجة تحصل عليه بالمال.. وثالثة تحصل عليه بالوسيلتين!

بالرقم عاد الدلع للواجهة للمرة الثالثة هذه السنة؛ على لسان عضو مجلس شورى اسمه "خليل كردي".. وهذا العضو لمن لا يعرفه "بزنس مان" ثري، مخملي، من الذين يتناولون "الآيسكريم" في جنيف ويشرب "اللاتيه" في باريس!

هذا العضو طلب من المتقاعدين السعوديين أن يتوقفوا عن "الدلع".. والحقيقة أنني لم أعد حريصا خلال السنة الأخيرة على الوقوف أمام العبارات المستفزة، فقط لأنني أجتهد في حملها على المحمل الحسن.. وأعتبرها "فلتة لسان".. وأترك الفرصة للزمن بترميمها.. لكن هذه المرة كنت أمام التزام أخلاقي، باعتباري ضمن كتيبة المتقاعدين السعوديين الذين تعرضوا لقصف عضو مجلس الشورى، فلا عذر لي بالتخاذل عن نصرة الكتيبة..!

العبارة كانت فوقية، ومستفزة للدرجة التي تبرأ مجلس الشورى منها بشكل غير مباشر.. ليت "كردي" يكفّر عن غلطته -خاصة أنه في عضويته الأخيرة في المجلس- ويطالب مؤسسات الدولة الحكومية والخاصة بتقديم كشف بالخدمات المقدمة للمتقاعدين الذين أفنوا أعمارهم في خدمة بلادهم..
وبالتأكيد هو ليس منهم.. أعني ليس متقاعدا!

فإن لم يفعل -ولا أظنه سيفعل- فإن نصيحتي له، ولأمثاله، وهي نصيحة كتبتها قبل سنوات، وأعدت تدويرها قبل يومين في "تويتر"، "اقرؤوا كيف يعيش المتقاعد الياباني حياته اليوم، لتدركوا كم هي قاسية جدا حياة المتقاعد السعودي"!

صحيفة الوطن أون لاين

أضيف بتاريخ :2016/08/14

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد