آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
مفلح زابن القحطاني
عن الكاتب :
بكالوريوس في اللغة العربية من كلية اللغة العربية والعلوم الاجتماعية والإدارية بجامعة الملك خالد عام 1421هـ بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف الثانية . - ماجستير في النحو والصرف من كلية اللغة العربية بجامعة أم القرى عام 1427هـ بتقدير ممتاز . - دكتوراه في الدراسات اللغوية (علم اللغة النصي) من قسم النحو والصرف والعروض في كلية دار العلوم بجامعة القاهرة عام 1433هـ بمرتبة الشرف الأولى .

خدمة المجتمع.. كيف تكون؟


مفلح زابن القحطاني ..

خدمة المجتمع والإسهام في تنميته وتطويره دور يجب أن تضطلع به مؤسساتنا الحكومية والخاصة وفق الإمكانات والأدوار المتاحة لها؛ فالمجتمع ينتظر هذا الإسهام، وهو إسهام يجب أن يكون خدمة حقيقية وليس ضوءا إعلاميا أو خدمة تقدم بمقابل؛ فهذه ليست من خدمة المجتمع في شيء.

وإذا كان كثير من الكتاب والمهتمين تناولوا بالنقاش في العديد من المطارحات تقصير مؤسساتنا، وخصوصا الخاصة منها، في هذا الجانب والتي كان يمكن أن يكون لها دور كبير في تنمية المجتمع وخدمته وتبني العديد من المبادرات التي من شأنها تنمية المجتمع، كالشركات الكبرى والمؤسسات والبنوك على نحو خاص، فإن المؤسسات الحكومية ليست بمنأى عن هذا الانتقاد، وليست بعيدة عن التقصير.

فمثلا بالنسبة إلى الجامعات السعودية تشتمل كل جامعة في هيكلها العام على «عمادة خدمة المجتمع والتعليم المستمر»، وهي جهة لو تم توظيف ممارساتها وفق الرؤية والرسالة الصحيحة لكان لها دور كبير في تنمية المجتمع وتقديم العديد من الخدمات الفاعلة في هذا الاتجاه، غير أن هذه الجهة تحولت في أكثر الجامعات إلى جهة تقدم الخدمات المدفوعة الثمن، وقليلا ما نجد لها مبادرات جادة وفاعلة وواضحة الأهداف والمعالم.

عمادة خدمة المجتمع هذه إذا ما أريد لها أن تكون اسما على مسمى وأن يتبلور عملها بشكل نافع ومفيد ويكون له نتائج إيجابية وملموسة فإن عليها أن تتبنى خدمة المجتمع حقيقة، وأن تجسد دور الجامعة في ذلك، وهو ثالث الأدوار الرئيسة بعد التدريس والبحث العلمي، وإذا كان الأمر سيوضع في الإطار الصحيح فسنجد مبادرات وحملات وبرامج للتثقيف الاجتماعي ونشر الوعي، وبرامج محو الأمية، والتوعية بأضرار المخدرات، وسنجد برامج تدريبية مجانية متكاملة في التخصصات التي نحتاجها تكون موجهة لذوي الدخل المحدود وأصحاب الظروف الخاصة.

وتقدم الدراسات الحديثة عددا من الأساليب التي يمكن للجامعة من خلالها أن تسهم في خدمة المجتمع إسهاما حقيقيا بدلا من أن تبيع هذه الخدمات للمجتمع، ومن تلك الأساليب إجراء البحوث العلمية لصالح المؤسسات والهيئات الحكومية وتقديم الخدمات للعاملين بالمؤسسات المختلفة، وتشجيع أفراد المجتمع على استخدام مرافق ومنشآت الجامعة، وإنشاء مجالس استشارية مشتركة من رجال الجامعة وقيادات المجتمع لتحديد حاجات المجتمع والتعرف على مشكلاته، وهذا أمر جوهري وفي غاية الأهمية، وتوجيه الأبحاث الجامعية لحل مشكلات المجتمع لتخدم المجتمع وتعمل على تطويره، وتقديم برامج لتلبية متطلبات أفراد المجتمع على اختلاف مستوياتهم، وإعداد مراكز خدمة المجتمع للقيام ببعض الدورات لتدريب أفراد المجتمع على بعض الحرف والصناعة والمشاريع، ومساعدة أفراد المجتمع عن طريق تقديم أفكار جديدة ومتطورة في كيفية إدارة المشاريع والأعمال المختلفة، وكذلك تدعيم قيم المسؤولية الاجتماعية لدى الفرد، ومشاركة أبناء الجامعة من طلبة وأعضاء هيئة التدريس في المجال التطوعي العام لخدمة المجتمع، وتقديم الدعم المالي لمؤسسات المجتمع.

وخدمة المجتمع في الجامعات يمكن أن تحقق أهدافا تنموية كبرى وتسهم في حل العديد من المشكلات الاقتصادية والاجتماعية، لكن تبقى مسألة الإرادة، وهي ليست صعبة في ضوء وجود الإمكانات المادية والبشرية الجيدة، لكن.. المهم أن تكون هناك إرادة.
 
صحيفة مكة

أضيف بتاريخ :2016/09/06

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد