فالح الصغير ..

‏• المنطق ألا يتم التعميم بأن إنتاجية الموظف ساعة واحدة فقط ، إذا كان البعض لا تتجاوز إنتاجيته الساعة الواحدة فلا يشمل ذلك الجميع ،فالتعميم خطأ وبعض هذه الدراسات واهية لا تعكس الحقيقة ولا يُعوَّل عليها لصنع القرار أو الحكم المنصف . ما طرحه وزير الخدمة المدنية الأستاذ خالد العرج حول إنتاجية الموظف أحدث ردود فعل قوية في مجملها الرفض التام لما جاء في الدراسة وهي قديمة عمرها أكثر من 15 سنة وليست ذات ثقة فلا يعتمد عليها وقد رُفضت وقتها .. كثيرون يعملون ساعات بجد وإخلاص والشواهد واضحة ومتعددة .

• يوضح موظف حكومي ذكر اسمه سالم عبدالله في رسالته التالية :

الأستاذ فالح .. إشارة إلى ما كتبته ، بشأن تصريح وزير الخدمة المدنية بأن إنتاجية الموظف الحكومي «ساعة واحدة فقط». وبصفتي موظفاً في القطاع الحكومي منذ سنوات ومتخرجاً من أمريكا ضمن برنامج خادم الحرمين للابتعاث الخارجي، فبكل فخر واعتزاز التحقت بعد العودة بأحد القطاعات الحكومية المعروفة بانضباطها وطبيعة عملها . لا أخفي عليك أن العمل الحكومي يتطلب صبراً كبيراً من خلال ما يواجه الموظف بشتى درجاته من بيروقراطية الرؤساء وأحياناً أيضاً على مستوى الوكلاء والوزراء، نعم يوجد قصور وإهمال من قبل «بعض الموظفين» لكن هناك أسباب عديدة حتَّمت خلق مستوى عدم الرضا بالوظيفة التي يمارسها الموظف المقصر في القطاع الحكومي، لعل من أهمها إهمال المسؤول نفسه تنمية وتطوير الكادر الوظيفي في نواحٍ عدة منها تدريبية ومادية والتي لا تجد الدعم الكافي من قبل الوزير أو المسؤول الحكومي للموظف. تجد الكثير من الموظفين يخرجون من عملهم وهم منهكون لإنجاز معاملات كثيرة ويضطر البعض منهم للجلوس في مكاتبهم الى أوقات تتعدى فترة الدوام الرسمي،في نفس الوقت تجد المسؤول عن هذا القطاع يحرم موظفيه من بعض المميزات المالية مثل مكافأة خارج الدوام. كما حصل لي على الصعيد الشخصي .

ما ذكرته آنفاً وبعد تصريح وزير الخدمة المدنية بأن إنتاجيتنا نحن موظفي الدولة «ساعة واحدة فقط» اسمح لي أن أصفه بالمحبط، كنت أُمنِّي النفس أن أرى نتائج إيجابية لورش العمل التي عقدت بشأن تطوير الموارد البشرية في القطاعات الحكومية. فبدلاً من تطويرها ومراجعة الرواتب المتدنية التي نحصل عليها ورفع سلم الرواتب عن المعمول به أو إضافة إلى بدل السكن الذي يعاني منه جل الموظفين أو التأمين الطبي وما شابهه من مميزات أخرى كالتوسع في التدريب عن المعمول به حالياً وحصره فقط بمعهد الإدارة العامة ، لكن الجميع صُدم وأبدى امتعاضه الشديد من تصريح وزير الخدمة المدنية ، الدراسة لم تكن في محلها نهائياً. أدعو وزير الخدمة المدنية بأن يتراجع عن تصريحه الأخير ويكون خير عون وسند لموظفي الدولة بدلاً من أسلوب الإحباط .

يقظة :

• لا للتعميم وهو ظلم للموظف العامل المنتج ، إذا كان هناك من لا يعمل إلا ساعة فالمسئولية تقع على إدارته التي تتركه يعمل بتلك الطريقة التي تفتقد إلى المتابعة والانضباطية لان ذلك لا يحدث في مواقع أخرى مثل أرامكو وسابك والبنوك وغيرهم حتى بعض الإدارات الحكومية المنضبطة عملياً مؤشرات عملها تدل عليها ، هل يمكن مثلاً وفق التعميم القول إن المدارس والجامعات والمستشفيات الحكومية والجمارك والجوازات والأجهزة الإعلامية وغيرها لا يعملون إلَّا ساعة ؟!

صحيفة المدينة