آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
محمود إبراهيم حامد الدوعان
عن الكاتب :
أستاذ الجغرافيا الطبيعية والبيئة المشارك - قسم الجغرافيا- كلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة الملك عبد العزيز بجدة

وأقبل موسم الأمطار 1438هـ


محمود إبراهيم الدوعان ..

في منتصف شهر نوفمبر 2016م سوف يبدأ موسم الأمطار لهذا العام 1438هـ بإذن الله تعالى، ومن المتوقع أن تعاني مدينة جدة -إذا ما هطلت أمطار غزيرة- من تكرار قضية التجمعات المائية وغرق الشوارع والطرقات وتكدُّس المياه وإعاقة حركة المرور والدخول في دوامة الشفط عن طريق الصهاريج (الوايتات)، ونقل المياه من مكانٍ إلى آخر، وكأننا نُرحِّل المشكلة، ولا نجد حلولاً مقنعة لمعالجتها، ولتخلّصنا من هذه المعاناة التي نمرّ بها كل عام.

والسؤال: ماذا أعدت أمانة محافظة جدة استعداداً لموسم أمطار هذا العام؟ وهل تم وضع خطط مسبقة لكيفية التعامل مع الأمطار الغزيرة التي تسقط وغرق أجزاء كبيرة من المحافظة؟ والتخطيط لكيفية إزالة هذه المياه المتراكمة التي تُقدَّر بملايين الأمتار المكعبة والتخلص منها بطرق حضارية آمنة ومدروسة بدلاً من رميها هنا وهناك؟.

غالباً ما يحدث أن يُصاحب هطول الأمطار على جدة أن تتعطَّل شبكة تصريف مياه الأمطار، والتي لا تغطي سوى 30% من بنية المدينة، والتي معظمها مُعطَّل طوال العام لفقدها للصيانة وعدم الاهتمام، وتصريفها للمياه شبه منعدم، وكثيراً ما يصاحبها طفوحات لمناهل الصرف الصحي سيئة التنفيذ، مما يؤدي لغرق الشوارع بالمياه الآسنة المختلطة بمياه الأمطار وتصبح المدينة بأكملها غارقة في بحور من تجمعات المياه الملوثة!!.

صحيح نحن لا نتحرك أو نتخذ أي إجراء إلاّ عند حدوث الكوارث -لا قدر الله-، ولكن يجب علينا الأخذ بالأسباب والاستعداد التام لمواجهة هذه الأخطار والتقليل من سلبياتها قدر الإمكان.

كل ما نرجوه من أمانة محافظة جدة أن تقوم بعمل صيانة عاجلة لجميع فتحات تصريف مياه الأمطار، وأن تضمن سلامة استيعابها لكميات المياه المنسابة على امتداد الشوارع والطرقات، وكذلك الأنفاق، وأن تضمن بأن معداتها تعمل بكفاءة عالية وغير مُعطَّلة، أو تحتاج إلى صيانة مسبقة قبل وقت الأزمات.

كذلك نودّ أن نُذكِّر أمانة جدة بأن الاستعداد الجيد والتجهيز المسبق أمر ضروري لتفادي الكثير من العقبات التي تُعطِّل مصالح المواطنين، وتعيق حركتهم، وحركة المرور، وتدخل الجميع في دوامة الهروب من تجمعات المياه المتراكمة في معظم الشوارع، مما تنعكس معاناته على الكبار والصغار، خاصة الطلاب في الوصول إلى مدارسهم، والموظفين إلى أعمالهم، والناس إلى مصالحهم، كل ذلك بسبب غياب الاستعداد المسبق، والتنسيق الجيد لمواجهة هكذا مشكلات.

حفظ الله الجميع من كل مكروه، وجعلها الله أمطار خير وبركة، وعمّ بنفعها البلاد والعباد.

صحيفة المدينة

أضيف بتاريخ :2016/10/28

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد