صالح جريبيع الزهراني ..

(يا الربع) المطر فضحنا (وش الدبرة) ؟!
تشتيت السحب كل شتاء وعلى جميع المناطق سيكلفنا أموالاً طائلة..وجيوب المنتفعين أولى بها..وإنشاء مشروع(زي الناس) يستطيع الصمود أمام هذا العدو المائي صعب ولا يتناسب مع طموحنا لهدر المال العام..ولا نريد أن نفقد مركزنا المتقدم بين الدول في الفساد المالي والإداري..فنحن متفوقون في هذا المجال ولله الحمد..ونفخر بأن حتى شركة أرامكو التي كانت (تحبّكها شويتين) انضمت لقافلتنا مؤخراً وأصبحت مشاريعها في مقدمة المشاريع (المخرخرة)..ورأينا ذلك على أرض ملعب الجوهرة..وأسقف وشوارع جامعة كاوست..وأخيراً مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي..الذي لم يكلف سوى ألف وخمسمائة مليون ريال فقط..(وما صدقنا على الله) تتخلى أرامكو عن مثالياتها الزائدة..ونخشى أن يفقدها المطر صوابها وتعود لتجويد مشاريعها من جديد..وهذا ما لا نريده.

إذاً..ما الحل مع هذا المطر العنيد؟!
من وجهة نظري..أرى أن نحيله لهيئة مكافحة الفساد..تلك الهيئة الرائعة التي تعبت من الشفافية والستر على (بعض الفاسدين) في نفس الوقت..وصانت كرامتهم وحافظت على سمعتهم رغم أنهم لم يحافظوا عليها..ولم يحافظوا لا على سمعة وطنهم ولا على أمواله..وهذا يؤكد أن هيئتنا حفظها الله تعمل بمبدأ الستر لتشجع الفساد والفاسدين لأنهم من(بعض)..أما في حالة المطر..ولأنه لا ينتمي (لبعض) فإنني متأكد تمام التأكيد أنها ستقبض على الماء وتحاكمه وتدخله السجن وتشهر به مثلما فعلت محاكم جدة في سجن (كائن من كان) منذ عشر سنوات والتشهير بالمطر الأول.

إن المطر فيما يبدو يتآمر مع جهات خارجية ليفضحنا ويفضح مشاريعنا..كما أنه بأعماله المشبوهة هذه يريدنا أن نتخلى عن المقاول السعودي وشبه السعودي (يؤبرني) ومقاول الباطن..ويريد منا أن نغلق شارع العمال..ونحارب العامل المخالف للإقامة في رزقه المتمثل في تنفيذ مشاريعنا الكبرى..وأن نتوجه للمقاول وللإداري الكافر الزنديق..ولكن هيهات أن نترك مقاولاتنا وإداراتنا مهما حصل فيها من أخطاء ومهما حصل منها من كوارث..فنحن أولى بلهف أموالنا..ويجب أن نوقف المطر عند حده.

صحيفة أنحاء