آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
صالح الشيحي
عن الكاتب :
بكالوريوس لغة عربية. - عضو مجلس إدارة نادي الحدود الشمالية الأدبي. - عمل مديرا لتحرير مجلة (الثقافية) الصادرة عن الملحقية الثقافية في بريطانيا. - تنقل في عدد من الوظائف التعليمية داخل وخارج المملكة وشارك في العديد من الندوات والمؤتمرات. - عضو في عدد من اللجان والهيئات والجمعيات المختلفة.

إشغال الناس


صالح الشيحي ..

من الظواهر اللافتة في مجتمعنا خلال السنوات القليلة، صنع خصم وهمي، ومن ثم البدء في محاربته، وتهييج الناس، وافتعال قضية من لا شيء، فيشتغلون بالأخذ والرد أياما طويلة!.

ولو كان الخصم معلوما، لكان الأمر مقبولا.. ولو كانت المناسبة معلومة المكان والزمان والشخوص لتفهمنا ما يحدث..

    لكننا بين اثنين يحملان الموقد ليشعلا ويشغلا الناس لتصفية خصومهما لا أكثر ولا أقل..

   الأول هوايته التفتيش والتنبيش في أرشيف شخص غير معروف، وسحبه من الظل إلى الشمس ليتداوله الناس بألسنتهم وأصابعهم وأقلامهم!

    والثاني هوايته البحث عن غرائب التصريحات أو الأحاديث واللقاءات التلفزيونية لشخص آخر - أيضا غير معروف - وتقديمها هي الأخرى على طاولة المشرحة، و"هات السكين يا ولد"!

    قبل يومين تداول الناس مقطعا لشخص لا أعرفه - وهذا لا ينقص من قدره - يتحدث عن ظاهرة انتشار "بائعي شاي الجمر" - وأنا بالمناسبة أختلف معه تماما، إذ لا طائل من تهييج الناس وإثارتهم، والتعامل مع كل ما يحيط بنا بنظرة الشك والخوف والريبة!

    بدأ المزاد، و"اللي مايشتري يتفرج".. تطور الأمر؛ لتبدأ بعض الصحف وكتابها والبرامج التلفزيونية بركوب الموجة..!

    ولو كان الأمر متعلقا بخطبة الجمعة لكان من الممكن قبول هذا المثال للاستدلال؛ إذ لطالما انتقدنا خطب الجمع وعدم ملاءمتها للتحولات التي يشهدها عصرنا الحالي.. لكن أن نحدد خطيبا واحدا، ونثير المجتمع وكأننا اكتشفنا سرا من الأسرار فهذا غير المقبول!

    تتوقف لحظة لتسأل نفسك: ما الذي يحدث.. تبحث عن أساس المشكلة فلا تجد، تجتهد، تسأل، تفتش عن الذي أوقد النار، فلا تعثر له على أثر، لتجد نفسك مشاركا في حفلة شواء على الهواء، دون أن تعرف لماذا أنت هنا!

    والله لا أعرف من هو الخطيب الذي يحذر من انتشار باعة شاي الجمر - والمضحك أكثر أنني قرأت كثيرا من التغريدات والمقالات ولا أحد يعرف اسمه! - وهذا لا ينقص من قدره كما قلت قبل قليل - فلماذا إذن نشغل المجتمع بحديث عابر، لشخص عابر يعبّر عن رأيه في قضية عابرة!

    الإنسان لا يجب أن ينساق وراء هذه المعارك الغامضة، فيجد نفسه وقد تحول دون أن يشعر إلى "دون كيشوت" آخر، يصارع طواحين الهواء، فتطرحه أرضا، وترض عظامه!.

صحيفة الوطن أون لاين

أضيف بتاريخ :2016/12/06

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد