سعيد السريحي ..
لنا أن نتقبل وصف بعض المسؤولين ما قامت به أمانة جدة من إعادة فتح الشوارع وتجفيف المستنقعات وسحب المياه من الأنفاق بالنجاح على أن يتقبل منا أولئك المسؤولون اعتبار ذلك النجاح وجها ظاهرا لفشل ظل خفيا حتى كشفت عنه «رشة» مطر داهمت جدة قبيل أيام، ذلك أن النجاح الحقيقي هو ألا تكون لدينا شوارع تتعطل كلما هطل مطر ولا أنفاق تتجمع فيها المياه ولا مستنقعات حولت سكان بعض الأحياء إلى محترفين للوثب العالي يمارسونه كلما خرجوا من بيوتهم أو عادوا إليها.

إن ضخامة العمل من خلال خطة الطوارئ التي نفذتها أمانة جدة وتم وصفها بالنجاح تعني ضخامة الخلل الذي كانت تعانيه مشاريع أمانة جدة والذي تدفع ثمنه جهدا ومالا كلما أمطرت السماء، وهو ثمن ما كانت الأمانة بحاجة إلى أن تدفعه لو أنها تلافت ما تعاني منه مشاريع الطرقات والأنفاق من خلل، خاصة أن بعض تلك المشاريع جديدة، وكان من المفترض أن تكون الأمانة قد استفادت من أخطاء المشاريع القديمة وعرفت مرارة معاناة اللجوء إلى خطة طوارئ لإعادة تأهيلها، غير أن الأمانة تنتهج نهجا يبدو فيه حرصها على تحقيق العدالة بين مشاريعها القديمة والجديدة، فكما لم تسلم القديمة من الخلل لا ينبغي تجاهل نصيب المشاريع الجديدة من الخلل نفسه.

وإذا كانت أمانة جدة حققت نجاحا في تجفيف المستنقعات، أو بعض تلك المستنقعات، فإن الفشل الحقيقي إنما يتمثل فيما تسرب من تلك المستنقعات إلى جوف الأرض، لأنه سوف يضاعف من معاناة جدة من ارتفاع مستوى المياه الجوفية التي تتحالف فيها مياه الأمطار ومياه الصرف الصحي للقضاء على أساسات المباني وزيادة حجم التلوث في مدينة لا تعترف بأهمية البنية التحتية لتطورها العمراني.

صحيفة عكاظ