آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عبد الله عبدالمحسن الفرج
عن الكاتب :
كاتب سعودي

الريال بعد انسحاب أميركا إلى أميركا


عبدالله عبدالمحسن الفرج ..

أصيب العديد من الأمريكيين الذين يلبسون قبعات البيسبول الحمراء، اقتداء بترامب، بخيبة أمل عندما نظروا الرقعة الملصقة من الداخل وعليها صنع في الصين. فشعارات ترامب أثناء الحملة الانتخابية والتي من ضمنها" لنشتري ما هو أمريكي ونوظف من هو أمريكي" هل ستعود على أمريكا حال تطبيقها بخيبة الأمل كقبعة البيسبول أم انها سوف تحقق حلم الملايين الذين يتطلعون أن يبقى بلدهم دائمًا في الصدارة.

ففي الأسبوع الماضي حقق ترامب أحد وعوده بانسحاب أمريكا من اتفاقية "الشراكة عبر المحيط الهادئ". وهذا سوف يخلط ليس فقط الأوراق التجارية بل والسياسية أيضًا. فالعديد من أطراف المعادلة، وهم كثيرون فجأة رأوا نفسهم أمام واقع جديد. وعلى رأسهم الدول الموقعة على تلك الاتفاقية مثل استراليا واليابان وكوريا الجنوبية. فهذه البلدان التي رأت في غمضة عين أن كفة الميزان لا تميل في صالحها بعد أن أصبحوا، مثلهم مثل مرتدي قبعة ترامب الحمراء، وجها لوجه ليس أمام تحدى الصين وحدها وإنما الولايات المتحدة كذلك.

ولكن الأهم أن هذا الانسحاب الأميركي من الاتفاقية لا يعني أن الولايات المتحدة لم تعد متحفزة لفرض قواعد التجارة العالمية على الآخرين لا غير، كما كان يقول أوباما، وإنما أيضًا عزمها على ترك مشاكل العالم للعالم والتوجه لحل مشاكلها بالدرجة الأولى. ولهذا فإن الأمر لن يتوقف على هذه الاتفاقية وإنما سيطال أمورا عديدة. فهناك اتفاقية التجارة الحرة الأوروبية الأميركية المسماة "الشراكة في التجارة والاستثمار عبر الأطلسي" التي استبق الأوروبيون الأمريكيين وأعلنوا شبه موتها. ثم ماذا عن منظمة التجارة العالمية؟

من ناحية أخرى فإن الولايات المتحدة إذا كانت تسير نحو الانعزال؛ فإن السؤال الخطير الذي يطرح نفسه بنفسه هنا: من هو البلد الذي يمكنه أن يحل محل أمريكا ويأخذ مكانها في النظام العالمي- المالي والاقتصادي والسياسي والعسكري والأمني. فهذا الفراغ هناك الكثيرون الذي يطمحون في ملئه. وإذا افترضنا إن الجانب السياسي ربما ينحو بالاتجاه الذي لمح إليه وزير الخارجية الأمريكي السابق هنري كيسنجر عندما أشار إلى المثلث الأمريكي الروسي الصيني، فإن الجانب المالي من الأمر ليس بهذا الوضوح؛ رغم أن الحديث لا ينقطع منذ الأزمة المالية عام 2008 عن إمكانية قيام نظام مالي عالمي شبيه بما هو موجود في صندوق النقد الدولي والمعروف بحقوق السحب الخاصة. فإذا كان كذلك فما هي أوزان العملات في هذه السلة وما هي نسبة الدولار واليوان والروبل والين واليورو والريال في العملة العالمية التي سوف تحل محل الدولار؟

جريدة الرياض

أضيف بتاريخ :2017/01/28

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد