آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
صالح الشيحي
عن الكاتب :
بكالوريوس لغة عربية. - عضو مجلس إدارة نادي الحدود الشمالية الأدبي. - عمل مديرا لتحرير مجلة (الثقافية) الصادرة عن الملحقية الثقافية في بريطانيا. - تنقل في عدد من الوظائف التعليمية داخل وخارج المملكة وشارك في العديد من الندوات والمؤتمرات. - عضو في عدد من اللجان والهيئات والجمعيات المختلفة.

تجارة الوهم الجديدة


صالح الشيحي ..

المريض لا يلام.. لو صعد جبلا بحثا عن عشبة لعلاجه وسقط ومات، فإنه لا يلام..

حينما كان سوق الرقاة رائجا قبل سنوات، قلت لا يجب أن نلوم المريض أبدا حينما يعتقد بهم، وأن الشفاء بيدهم وحدهم والعياذ بالله. الذي يجب أن يحاسب هم هؤلاء الرقاة الذين أثروا، وتضخمت حساباتهم على حساب المرضى!

اليوم تنشأ تجارة جديدة موازية.. تجارة وهم جديدة.. تجارة تنمو بعيدا عن عين القانون.. وحسابات أخرى تتضخم، واللافت أنها تخلو من الشبهات الدينية.. إذ يدرجها المجتمع في مضمار المهارات والخبرات البشرية!
أعني بذلك النسخة المشوهة من الطب البديل!

تستطيع أن تفتح باب منزلك، وتستقبل آلاف الحالات وتقوم بعلاجها، وليس هناك خسائر، لا مادية ولا معنوية، أو حتى مسؤولية قانونية في حالات الفشل - تخيل - إذ كيف تخشى من سطوة قانون غير موجود لمثل هذه الحالات!

عالج الناس خبط عشواء، ولا تخش شيئا، يقولون في الأمثال الشعبية "إن لقحت أو ما ضرها الجمل"!

قبل يومين تناقل الناس بشكل محيّر - وكأنهم اكتشفوا شيئا جديدا - مقطعا مصورا لشخص وقع ضحية لمعالج شعبي في إحدى المناطق، جعل منه معملا للتجارب، وحينما صرخ الرجل، وشكا، واشتكى، وحذّر المجتمع منه، تحركت الجهات المسؤولة وتمت إحالة المعالج الشعبي إلى هيئة التحقيق!

لا جديد يفرح القلب، سلبيات كثيرة، ننتظر ضحية تشكو؛ حتى نتحرك للحد منها!
نعم، نتحرك ونوقف العبث، لكننا دوما بحاجة لمحرّك، دافع، محفّز.. اعتدنا ذلك، ودون ذلك لن تسمع لنا همسا!

كان المعالج الشعبي يعبث بأجساد البشر، يتدرب عليهم، وتذيع شهرته، وحينما شكا المرضى أوقفنا المعالج!

في الختام وبالمقطع والدليل، والبرهان - أحتفظ به لمن يريده من الجهات الرقابية - هناك من لا يزال يعبث بأجساد المرضى بشكل مخيف - وبصورة غير موجودة حتى في المجتمعات المتخلفة، ولن نتحرك - فيما يبدو - إلا بعد اكتشاف عشرات الأوبئة والأمراض القاتلة التي تسبب بها هذا المعالج البدائي!

صحيفة الوطن أون لاين

أضيف بتاريخ :2017/01/29

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد