آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
فهد الأحمدي
عن الكاتب :
كاتب سعودي

لماذا في مجتمعاتنا الإســلاميــة فـقـط؟!


فهد عامر الأحمدي ..

بحكم عملي في تحرير هذه الزاوية أتابع كماً هائلاً من الإحصائيات والأرقام والتقارير التي تظهر في نهاية كل عام (ورأيت مثلها الكثير في مطلع هذا العام 2017)..

ويمكن القول إن (القوائم) الدولية هي مجالي المفضل، مثل قائمة التنمية الدولية، والحريات السياسية، ونسبة الفساد والرشوة في دول العالم!!

وحين تصبح متابعاً مخلصاً لهذه القوائم (وبصرف النظر عن التفاصيل الدقيقة داخلها) تخرج باستنتاج عام مفاده، أن الدول الإسلامية تحتل دائما مؤخرة الترتيب في معظم هذه القوائم.. فهي تحتل مثلا ذيل القائمة في كل ما يخص حقوق المرأة، من فرص العمل والدخل، إلى حرية القرار، ونيل الحقوق والمساواة بين الجنسين.. وهذا التأخر النسائي مجرد جانب من جوانب تخلف كثيرة، تمتد إلى الشأن الاقتصادي والسياسي والصناعي والصحي والتعليمي والإعلامي، ناهيك عن احتلال مراكز متأخرة في النزاهة، والبطالة، والأمية، وحرية التعبير، ووفيات الأطفال، ومتوسط العمر، وعمالة الأطفال، والعنف الأسري، وزواج القاصرات.. الخ!!

أرجو ألا نسارع بادعاء وجود مؤامرة دولية تحاك ضدنا، لأن هذه القوائم تخرج من دول ومنظمات مختلفة (دون تنسيق بينها)، ناهيك عن أننا نشاهد بأنفسنا ما يجري على أرض الواقع، وبالتالي لم تفعل هذه المنظمات غير إعادة تقديم واقعنا بشكل أرقام وإحصائيات..

أضف لهذا، أن قوائم المنافسة العالمية تتحدث دائما عن مظاهر يمكن قياسها بالأرقام والنسب، (بحيث يمكن وضع ترتيب دولي لها)، في حين توجد مظاهر سلبية كثيرة لا يمكن قياسها، (أو لم تصدر حتى الآن قوائم بخصوصها)، ولكننا نعرف أنها مستشرية في مجتمعاتنا الإسلامية:

فلماذا مثلا تعاني مجتمعاتنا الإسلامية من ثقافة الإنكار، والازدواجية الأخلاقية (بين الداخل والخارج)، وانتشار مظاهر الانحراف المبطن (حيث المظهر يخالف المخبر)؟!

ولماذا يسعى شبابها للهجرة للدول الغربية، في الوقت الذي يحقرون فيه ثقافة الغرب، وأنظمته الوضعية؟!

ولماذا تبالغ شعوبها في تتبع الأخطاء الفردية للناس (التي أمر الله بسترها ولا تضر غير أصحابها)، ويتجاهلون في المقابل مشاكل وطنية عامة تهم جميع الناس (مثل شرعنة الربا والفساد السياسي والتهاون في المال العام)؟

ولماذا تنتشر بين أفرادها ظاهرة الاستعلاء، وتحقير ثقافة الآخرين، في حين يعجزون عن إنتاج غذائهم، وحليب أطفالهم بأنفسهم؟

لماذا.. ولماذا كل هذه الازدواجيات، والمفارقات التي يوجعني الحديث عنها؟

جميعها أسئلة شائكة، أدعوكم للتأمل فيها، ومحاولة الإجابة عنها بأنفسكم، لأن (مجرد المحاولة) ستزيل الغشاوة وتكشف لكم الكثير..

جريدة الرياض

أضيف بتاريخ :2017/02/06

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد