آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عبد الله الجميلي
عن الكاتب :
كاتب وصحفي سعودي

فتوى وقرار يمنعان ذلك الزواج


عبدالله الجميلي ..

* (أمراض الدم الوراثية) هي تلك التي يتم نقلها من الوَالدين لأبنائهما؛ نتيجة لعوامِل وراثيةً، بسبب خلل في بعض مكونات الدم الحمراء؛ وهذا يحضر مع بعض زواج الأقارب الذي تكون نتيجته إصابة الأبناء بـ(الأنيميا المنجلية، والثلاسيميا)؛ وهي الأكثر انتشارًا في السعودية.

* أما آثارها المؤكدة: (فقر الدّم الدائم، والحاجة إلى نقله مدى الحياة، وهناك التأخر في النمو، وفَشَل في أَعْضَاءَ من الجسم، والإعاقات الجسدية والعقلية، ونوبات من الآلام التي لا تطاق، التي قد يتطلب تخفيفها جلسة علاجية تستمر لثمان ساعات، بمعدل 5 أيام في الأسبوع، وكل تلك المُعَانَاة ربما تؤدي إلى الوفاة المبكرة).

* المؤسسات المعنية في السعودية تنبهت لتلك المخاطر؛ فكان القرار بوجوب إجراء الفحص الطبي قبل الزواج اعتبارًا من الأول من محرم 1425هـ.

تلك المعلومات تفضّل بها (الدكتور محمد عدنان زُللي) أمين عام (جمعية المدينة لأمراض الدم الوراثية الخيرية) عند زيارة وفد من (مجموعة أحباب طيبة) للجمعية التي تأسست في نهاية العام 1430هـ، لتحقيق مجموعة من الأهداف النبيلة:

* (تعزيز الوعي الصحي عن أمراض الدّم الوراثية، وطرق الوقاية منها، وكيفية التعامل مع المصابين فيها، ورعايتهم صِحيًّا عبر عيادات متخصصة، مجهزة، مع توفير وسائل النقل للفقراء منهم.

* أيضا هناك البرامج الأُسَرية: التي تعمل على خلق بيئة مناسبة للمرضى داخل أحضان عائلاتهم، وهناك المسار الاجتماعي الذي يساعد المرضى ماليًا ونفسيًا وترفيهيًا، بما يجعلهم يقبلون على الحياة رغم قسوة معاناتهم، والرائع تلك البرامج التي تحاول أن تُعِدهم لسوق العمل.

* (جمعية المدينة لأمراض الدم الوراثية الخيرية) التي يرأس مجلس إدارتها (الدكتور زكريا بن محمد الهوساوي) تقدم جهود تطوعية كبيرة حيث ترعى أكثر من (840 من المرضى)؛ إضافة لفعاليات التوعية في المدارس والجامعات، وكذا المؤتمرات والدراسات؛ فشكرًا لجميع العاملين فيها؛ وهذه دعوة لدعمها ماليًا ومعنويًا، ومن شريان مهم وهي التبرع لها بالدّم.

أخيرًا.. ما صَدمني التأكيد بأنه رغم التوعية بخطورة أمراض الدّم الوراثية، وقرار فحص الزواج الذي صدر من قبل، فإنّ (40%) من الأقارب الذين يثبت حملهم لتلك الأمراض وراثيًا يُصّرون على إتمام عقد الزوجية متجاهلين كل تلك الكوارث، مع علمهم بأن نسبة إصابة أبنائهم بتلك الأمراض المزمنة تصل لنسبة تتجاوز (75%)؛ وهذا ينادي بقرار رسمي يمنع تلك الزيجات بقوة القانون، على أن تدعمه فتوى شرعيّة.
 
صحيفة المدينة

أضيف بتاريخ :2017/03/04

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد