آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
جميل المحاري
عن الكاتب :
صحافي وكاتب رأي، خريج جامعة الصداقة بجمهورية روسيا الإتحادية ومرشح نيابي مستقل للدائرة الخامسة بالمحافظة الشمالية - مملكة #البحرين

لست عدواً لوطني


جميل المحاري ..

أن أحارب الفقر والفساد والسرقة والمحسوبية، وأنتقد التهميش والتمييز والتجنيس غير القانوني، فإن ذلك لا يمكن أن يحسب بأنني عدو لوطني.

أن أدعو للإصلاح واحترام الدستور وصلاحيات أوسع للسلطة التشريعية ودوائر انتخابية عادلة تمثل المواطنين تمثيلاً حقيقياً والتمسّك بقيم حقوق الإنسان والتوزيع العادل للثروة الوطنية وأن يعيش المواطن البحريني بحرية وكرامة، فذلك لا يعني أنني عدو لوطني. وأن أتمسك بالوحدة الوطنية وأدعو للتسامح والمحبة وحرية الرأي والضمير، فلا يعني ذلك أنني عدو لوطني.

أن أعتنق مذهباً مختلفاً، وأطالب بحرية ممارستي لشعائري الدينية، كما أطالب بحرية ممارسة الشعائر الدينية لأي إنسان يعيش على هذه الأرض مهما كان دينه أو مذهبه بكل حرية، فلا يعني ذلك أنني خائن لوطني.

أن أنشد العدالة وأتوق لمجتمعٍ تسوده المحبة والألفة والتضامن وينعم بالأمن والأمان لجميع أفراده، وأن أحلم بوطن يحتضن جميع أبنائه دون تفرقة، وأرى البسمة تصبغ وجوه الرجال، والنظرة المتفائلة لمستقبل مشرق مفعم بالأمل تعلو ملامح الشباب، فإن ذلك لا يعني أنني أضمر شراً لوطني.

أن أدافع عن مبادئي ومعتقداتي وما نصه لي الدستور البحريني من حقوق، وما اتفقت عليه المواثيق والمعاهدات الدولية من حقٍّ لكل إنسان في أن يعتنق الدين أو المذهب الذي يرتضيه دون إكراه، وأن يمارس شعائره بكل حرية، فإن ذلك لا يعني أنني عميل لدولة أجنبية.

ومهما يكن من أمر، فإن من يدعو لخنق الحريات العامة ومحاربة الناس في أرزاقهم عبر الترويج لإسقاط الحقوق السياسية، وحتى إسقاط جنسية من يختلفون معهم في العقيدة أو المذهب أو عدم توظيفهم في الوظائف الرسمية بحجة أن ولاءهم ليس للوطن، نقول لهم كيف يمكنكم قياس حب الإنسان لوطنه؟ وما هي معاييركم لذلك؟ ومن أعطاكم رخصة تحديد إصدار شهادات الوطنية لتصبحوا قضاةً تصدرون أحكامكم على خلق الله، فتنعموا على من حاز رضاكم بشهادة الوطنية الخالصة وتدعون لسحب الجنسية عمّن اختلف معكم أو قطع رزق عياله «ما لكم كيف تحكمون»؟.

الحجة تُجابَه بالحجة، وحتى الحقائق لها أوجه عدة، بحيث لا يمكن لأحدٍ ادعاء امتلاك الحقيقة، فأين أنتم من تواضع العلماء؟ كل ما لديكم تهم مبطنة، واتهامات مرسلة على خيانة الآخر، وأنتم وحدكم من يعلم ببواطن الأنفس وما تخفي الصدور! فأنتم الحق والحق أنتم، بحكم منطق الغلبة وما يمليه القوي على الضعيف.

لقد أسرفتم في التيه والخصومة لحد الفجور، مع أن الخير أجدى، والحب أنفع، والعدالة أجدى، فلكم ما شئتم، ولي ما شئت، ولكن مهما قلتم فالكل يعرف يقيناً أنني لست عدواً لوطني.

صحيفة الوسط البحرينية

أضيف بتاريخ :2017/03/26

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد