محمد الثبيتي ..

تُعاني بعض السلالم الوظيفية لموظفي الخدمة المدنية من الجمود غير المُبرر، حتى يُخَيَّل لك كأنها نصوص مُقدَّسة مُحصَّنة باللا مساس مهما تغيِّرت الظروف وتباينت الأزمنة، وما كادر المهندسين المزعوم والسكوت المُطبق على عدم رؤيته للنور - على الرغم من التصريحات المتواترة من المسؤولين المختصين التي أكدت على الانتهاء من دراسته ولم يتبقَ سوى اعتماده - إلا شاهد إثبات على أن وراء الأكمة ما وراءها؛ وإلاّ فما مُبرر التأخير غير المنطقي لعدم اعتماده ما دامت دراسته قد وصلت إلى مرحلة إقراره.

هذا التسويف من الجهة ذات العلاقة رسميًا باعتماده جعل الفئة المستهدفة - المهندسين - فريسة للهموم المتعاظمة وهم ينتظرون وليدهم الذي أبت البيروقراطية المَقيتة أن يتنفَّس أكسجين الحياة، ويستنشقون بوجوده نتاج جهودهم المُستحقَّة، الأمر الذي أصابهم بالإحباط وجعل هممهم العالية تُلامس الثرى جراء التقاعس غير المنطقي تجاههم، في الوقت الذي يرون فيه بقية الوظائف وقد أخذت حقها من التغيير في سلالمها الوظيفية، وتمتَّعت بالتقدير المعنوي والمادي، بينما هي لا زالت ترزح تحت وطأة اللا مبالاة.

لذا يُمثل التمادي في عدم إقرار كادر هذه الفئة المؤتمنة على المشروعات العملاقة - تخطيطًا وتنفيذًا وإشرافًا - تجاهلًا يجب الالتفات له على وجه السرعة؛ لكي لا ينعكس ذلك سلبًا على مستوى التنفيذ وجودته؛ فليس من المعقول أن يُخطط مهندس ويُشرف آخر ويُنفذ ثالث مشروعات بالمليارات ولا ينالهم منها سوى الفتات على أرض الواقع، والخوف كل الخوف أن التمادي في عدم إعطائهم حقوقهم سيوصلهم إلى تنفيذ العمل بالحد الأدنى، مما سيؤدي إلى كوارث لا تُحمد عقباها على المستوى الوطني.

لذا أُطالب ومعي مهندسو الوطن وزارتي الخدمة المدنية والمالية باعتماد الكادر سريعًا، تقديرًا للشريحة التي يقوم على فكرها واجهة الوطن، وحفظًا لحقها الوظيفي المسكوت عنه حتى هذه اللحظة دون توافر غطاء قانوني، أو تقديم مبررات مُقنعة للفئة المُستهدفة.
 
صحيفة المدينة