آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
خالد بن عبدالعزيز العتيبي
عن الكاتب :
كاتب سعودي

البيع على المكشوف وخطر الهزات المالية


خالد بن عبدالعزيز العتيبي

القيود التي أطلت برأسها من جديد على السوق المالية السعودية والمتمثلة في إبعاد المستثمرين الأفراد عن آلية البيع على المكشوف التي بدأت الأحد الماضي، هي خطوة لابد منها، وهي تستحق الثناء؛ لأنها قيود حمائية صرفة -قد- تبعد السوق عن خطر الهزات والخسائر المالية وعن الانزلاق إلى تهاوٍ سعري مُرَوع.

هي قيود على الأفراد جاءت في الوقت الصحيح، وهي مختلفة عن قيود غير منطقية اتخذت فيما سبق تتعلق بالإقصاء عن الشراء والبيع في السوق الموازية، وهي أيضاً صوت العقل، وتبعث على التفاؤل بأن السوق المالية إن كانت قابلة للتطوير فينبغي أن يكون مثل ذلك التطوير محسوب المخاطر قبل البدء فيه، ولكي لا يكون ذلك على حساب الإضرار بالمستثمرين الأفراد وإدخالهم في متاهات مضاربات البيع على المكشوف وفي مغامرات غير محسوبة؛ حيث لم يتعافَ أو يسلم الكثير من مضاربات الشراء والبيع الاعتيادية.

إن إبعاد المستثمرين الأفراد عن استخدام تلك الآلية الجديدة على السوق ووضع قواعد منظمة لها هو حماية لهم، ووقاية للسوق من أي هزات مالية شديدة لا ترفق بهم، وهي بلا شك خاصية يمكن أن تضاعف من تعرض الأسواق لخطر الهزات المالية، والتاريخ يشهد لكثير من الأسواق المالية المتقدمة التي استخدمت تلك الآلية وأدخلتها في أزمات خانقة في سنوات مضت.

تلك الآلية كان لابد منها لأسواق المال التي تنشد التطوير، وذلك بالرغم من أنها توسع من موجات البيع بصورة ليس لها مثيل، لذلك فإنه يجب مضاعفة الجهود في تثقيف المستثمرين وتعليمهم وأن تُقَر مبادرات تختص في الجانبين التعليمي والتثقيفي الشديدي الأهمية، حيث يمثلان الحماية الحقيقية للمستثمرين الأفراد ويرقى بأداء السوق.

مازال كثير من المستثمرين ينتظرون أن تتحقق وعود هيئة السوق المالية، والتي أعلنت عنها قبل أقل من سنة مضت في عهد معالي رئيسها السابق ووزير المالية الحالي الأستاذ محمد الجدعان، عندما قررت رفع عمولة تداول الأسهم، وهي تلك الخطط المتعلقة بتخصيص جزء من الرفع لدعم برنامج وطني دائم للتوعية والثقافة الاستثمارية قالت الهيئة إنه يجري العمل على تأسيسه ويستهدف رفع الثقافة المالية والادخارية والاستثمارية للمتعاملين في السوق، وكذلك إنشاء وتشغيل أكاديمية للسوق المالية.

العنصر الأساسي للحماية في رأيي، هو تعليم المستثمرين الأفراد وتثقيفهم؛ لأنه هو الطريق إلى أن يدفعهم لاتخاذ قرارات استثمارية حكيمة وبالتالي يتحقق الاستقرار للسوق المالية.

جريدة الرياض

أضيف بتاريخ :2017/04/28

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد