آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
عبد الباري عطوان
عن الكاتب :
كاتب وصحفي سياسي فلسطيني رئيس تحرير صحيفة رأي اليوم

لماذا هذا الحشد لزعماء 17 دولة لفرش السجاد الأحمر لترامب على أرض الحرمين الشريفين؟


عبد الباري عطوان

وجه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز دعوات إلى زعماء 17 دولة عربية وإسلامية لحضور لقاء قمة مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أثناء زيارته للرياض في العشرين من هذا الشهر، ولم ترشح أي أنباء عن جدول أعمال هذه القمة والقضايا التي يمكن أن تناقشها مثلما جرت العادة في مثل هذه اللقاءات، أوروبية كانت أو عربية أو افريقية أو آسيوية، فهل هذا الاجتماع يهدف إلى تتويج ترامب زعيما لتحالف يضم هذه الدول “السنية”، أم لتبرئة ساحته، وتنظيف سمعته، كرئيس أمريكي عنصري يكن كراهية للإسلام والمسلمين لم يخفها أثناء حملته الانتخابية، وعبر عنها بكل صفاقة في الأيام الأولى لرئاسته عندما أصدر تشريعا بمنع مواطني ست دول عربية من دخول الولايات المتحدة الأمريكية؟

كما أنه، أي ترامب، لم يظهر أي ود تجاه دول الخليج والسعودية نفسها، عندما مارس أبشع أنواع الابتزاز المالي لها، وقال إنها يجب أن تدفع ثمن حماية أمريكا لها التي لولاها لاختفت من الوجود.
***
طريقة تقديم الدعوة التي حملها وزير الخارجية السعودي إلى بعض العواصم العربية والإسلامية المختارة، مثل المغرب والأردن ومصر والباكستان، توحي بأنها أقرب إلى “مذكرة جلب” أو “استدعاء” للحضور، مثل تلك التي تصدرها مخافر الشرطة في الدول العربية، أو دول العالم الثالث.

فلماذا هذه “الزفة” للرئيس ترامب المكروه من شعبه، ولماذا هذا الاحتفال به، وإعادة تسويقه، وهو الذي يناصبنا العداء كعرب ومسلمين من منطلقات عنصرية صرفة، وهل الأمر يتعلق برغبته أو تنفيذ خططه، لإشعال فتيل الحرب الطائفية في المنطقة ولخدمة العدو الإسرائيلي؟

سؤال آخر نجد لزاما علينا طرحه، وهو لماذا تعقد الدولة السعودية المضيفة قمتين للرئيس ترامب، واحدة مع زعماء دول الخليج، وثانية مع “الآخرين”، أليس قادة دول الخليج من العرب والمسلمين أيضا، ولماذا هذه التفرقة أو بالأحرى هذا التمييز؟

ونطرح سؤالا ثالثا أو رابعا أو خامسا، وهو لماذا تخص المملكة العربية السعودية هذه الحفاوة بالرئيس ترامب، ولا تفعل الشيء نفسه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أو الصيني شي جين بينغ مثلا؟ أليس هذان الزعيمان يمثلان دولتين عظميين أيضا، ولماذا تصوير العرب والمسلمين كما لو أنهم أتباع لأمريكا؟
***
هناك سؤال آخر فرعي وهو عن عدم ممارسة هذه السابقة مع رؤساء أمريكيين آخرين مثل باراك أوباما، أو بيل كلينتون، أو حتى جورج بوش الابن؟ فماذا قدم ترامب، وهو الذي لم يتولى الحكم إلا قبل مئة يوم، للأمتين العربية والإسلامية حتى يستحق هذا التكريم، ومن الدولة التي توجد على أرضها المقدسات الإسلامية، وتستضيف مليوني حاج وعشرة ملايين مسلم معتمر سنويا؟ وهل حرر ترامب المسجد الأقصى مثلا؟

نضع أيدينا على قلوبنا من جراء هذه الزيارة، وهذه الحفاوة، ونكتفي الآن بطرح الأسئلة وعلامات الاستفهام، ولكن ستكون لنا عودة، بعد أن يهدأ الغبار، وتتضح ملامح الطبخة الحقيقية التي ربما يجري أعدادها في كواليس هذه القمم.

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2017/05/10

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد