آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
د. فهد الطياش
عن الكاتب :
المشرف العام على إدارة الإعلام التربوي بوزارة التعليم

جامعات تنتظر طلاب الانتساب


د. فهد الطياش

يطالب البعض بسرعة وضع الحلول وتكون النتيجة هي البحث عن الحلول الوقتية وغير المستمرة. ومع ثم تصبح تلك الحلول الوقتية هي القاعدة وليست الاستثناء. ولا ينطبق الأمر على مجال دون الآخر بل باتت هي السمة التي "تفكنا" من إزعاج المطالبات بحلول دون صبر على الجودة. والسبب أن الصبر لن يقود لأي حلول، فقبل الناس معادلة "العمش ولا العمى".

وفي نظري لا تخرج حلول الانتساب وغيرها من حلول التعليم الوقتية عن نفس تلك العقول التي وضعت لنا تلك الجسور الحديدية المؤقتة وعرفناها بـ"شوارع الكباري". ومنها من نقل كحل دائم ومنها ما بقي كشاهد على العصر مثل جسر مستشفى الشميسي. وهنا الآن توجه بإلغاء حل مؤقت من حلول تلك الحقبة وعرف بـ"نظام الانتساب" التعليمي في مرحلة التعليم الجامعي، وانتقل بعدها للدراسات العليا بمسميات أخرى مثل "عن بعد" و"الموازي". وكلها حلول وقتية أدت إلى نتائج تتناسب مع الاحتياج.

ولكن التفكير في الإيقاف ليس هو الحل!! والسبب أننا سنرمي بفئة من أبنائنا لقمة سائغة لجامعات تجارية إقليمية ووافدة حتى من الغرب الأوربي والأميركي. وسيعود الأبناء بشهادات أقل ما يعاب على بعضها أنها صادرة من جامعات غير معترف بها. وبعدها تبدأ المطالبات بتوظيف أبناء الوطن من حملة الشهادات العليا "إياها" في حملة تجييش وتشويه للجامعات السعودية الرافضة لها بحجة أنها تفضل المتعاقد على المواطن.

وهذا بيت القصيد؛ الإيقاف ليس الحل، إنما إيجاد البديل الذي يحقق للمواطن حلمه وطموحه وحقوقه في تعليم متميز ولا يدفع به إلى تجار ودكاكين الجامعات في دول الجوار. ولعل كل منصف أن يقارن مساحة وعدد سكان بعض دول الجوار ويقارنها بعدد الجامعات التي تتصارع وتتنافس على أرضها؟ سيدرك ذلك المنصف أن المستهدف هو ابن جلدتنا.

وطالما أن الأمر مرفوع لجهات عليا لدراسة إيقافه وربما تلك الجهة هي مجلس الشورى، فليكن هناك حوار مجتمعي صريح مع اللجنة التعليمية في المجلس ومجموعات انتقائية تمثل المستفيدين/ المتضررين وتكون باستضافة مركز الحوار الوطني. عندها فقط نصنع البدائل وليس البحث عن أسهل الحلول. فباب الانتساب ليس باب ريح يُسد فنستريح، بل هو باب عاصفة بالتعليم المميز فلنتنبه لنتائجه. فصواب الفعل ظَفر وزينة للمؤسسة ومكانتها.

صحيفة الرياض

أضيف بتاريخ :2017/05/30

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد