آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
علي آل غراش
عن الكاتب :
كاتب وإعلامي

الشهيد القنطار.. وبداية مسيرة النضال الوحدوي لمقاومة الاحتلال

 

علي ال غراش

 

المناضل الكبير والمقاوم الثائر عميد  الأسرى في السجون الصهيونية البطل سمير القنطار توج حياته بعد خمسة عقود من الزمن في طريق النضال  الوحدوي والمقاومة الشريفة بنيل وسام الكرامة الأبدية “الشهادة” على يدي العدو الكيان الصهيوني، وهذا أعلى المراتب وأشرف المناصب.

 

الكيان الصهيوني قام بالتصفية الجسدية للبطل الشهيد القنطار لأنه يشعر بالرعب والتهديد من وجوده، ولأنه يدرك ويعلم جيدا من هو القنطار وما يحمله من فكر وحدوي بعيدا الجنسية والدين والمذهب، وما يحمله من إرادة فولاذية وهمة عالية لتجهيز مقاومة للعودة إلى فلسطين وتحريرها، وعملية الاغتيال تؤكد على إرهاب وعدوانية الكيان الصهيوني، والرغبة الدائمة لشن الحروب وافتعال الفتن، وكراهيته هذا الكيان للسلام، وتأتي هذه العملية العدوانية الإرهابية الصهيونية في ظل ما تشهده الأزمة السورية من انفراج بعد تدخل القوات الروسية ضد الإرهابيين التكفيريين في سوريا وتحقيق تغيرات على الأرض من صالح الجيش السوري النظامي، وتحريك الملف السوري على المستوى الدولي لإيجاد حل سياسي ودبوماسي تمثل عبر صدور قرار أممي 2254، وهذا الجو لا يخدم الصهاينة ومن يسير معها من أنظمة عربية وغيرها، ولهذا يسعى الكيان الصهيوني وأعداء سوريا والأمة لزعزعة نشوة الفرح للشعب السوري، وتشتيت تماسك الجيش والمقاومة، واستفزاز واختبار للقوات الروسية، وكل ذلك لأجل فرض واقع جديد في مصلحة الدول العربية الداعمة لاستمرار الإرهاب في سوريا.

 

سمير القنطار ولد في عام (1962) حرا مناضلا ومقاوما، وختم حياته (2015) وهو حر ومقاوم في ساحة الجهاد، خمسة عقود عاشها الشهيد في طريق النضال والمقاومة والاعتقال ليكون مدرسة للمناضلين والمقاومين الشرفاء.

 

البطل والمناضل سمير القنطار، علامة فارقة ومميزة في درب الجهاد والنضال والمقاومة ضد العدو الصهيوني حيث قام في عام 1979م وهو في عمر 15 عاما بعملية بحرية في مستوطنة نهاريا الساحلية في شمال فلسطين، وفي عام 1980 حكمت المحكمة الصهيونية على سمير القنطار بخمس مؤبدات + 47 عام. وخلال فترة الاعتقال التي امتدت نحو 30 عاما، حاول العدو النيل منه ومن عزيمته وروحيته الثورية وتحطيمه وكسر معنوياته بكل الطرق، ومنها ما قاله أحد الصهاينة له: ” بان لم يولد الشخص بعد الذي سيطلق سراحك من المعتقل”، ولكنه واجه كل هذه الأساليب بالتحدي والمواجهة والبناء والتطوير وأنشأ الجمعيات والقيام بالاحتجاجات، ونال في عام 1998 شهادة البكالوريوس في  في تخصص الأدبيات والعلوم الاجتماعية وهو  في السجون الصهيونية، ونال الحرية وزف إليها كعريس تحت أنظار العالم في عام 2008م في إطار صفقة تبادل الأسرى بين حزب الله والكيان الصهيوني، حيث تم استقباله استقبال الأبطال العظماء من الشعب ومن أعلى مستوى رسمي في لبنان،  ومن قبل قيادة حزب الله الذي خصص مهرجان خاص له وللأسرى في ملعب الراية وألقى أمين حزب الله السيد حسن نصر الله كلمة تعبر عن مدى مكانة البطل سمير القنطار، ومن هناك كرر البطل القنطار على العودة لفلسطين، وقال: “إن قد خلق ألاف الرجال الذين إن أرادوا فعلوا وان وعدوا صدقوا..” من الذين ساهموا في الإفراج عن سمير القنطار، وذلك كرد على الغرور العدو الصهيوني.

 

سمير القنطار – البطل الشهيد – بعد ثلاثة عقود من الزمن في السجون الصهيونية لم يتراجع عن طريق النضال والمقاومة ولم يغير البوصلة بأن فلسطين وتحريرها من الاحتلال الإسرائيلي هي القضية الرئيسية رغم الفتن في المنطقة واللعب على الوتر الطائفي البغيض، واختيار العمل في ساحة المقاومة والمقاومين للتعويض عن الفترة الزمنية التي قضاها في سجون الكيان الصهيوني، لنيل أعلى وأعظم مما قدمه وهو تحقيق النصر وتحرير الأراضي المحتلة أو نيل الشهادة، ولهذا منذ خروجه قرر أن يكون ضمن أفراد المقاومة مع حزب الله، وفي ساحة الجهاد والمواجهة، والعمل على الملف الخاص عن الجولان العربية السورية المحتلة على حدود فلسطين.

 

الشهيد سمير القنطار منذ خروجه من السجن وهو يعلم بان الكيان الصهيوني لن يتركه، فهو كيان قائم على الغدر والقتل لكل من لا يقوم بخدمته، فكيف بالمقاومين المجاهدين أمثال البطل سمير القنطار. ولهذا كان البطل سمير القنطار يكرر دائما إن الكيان الصهيوني سيستهدفه خلال سنتين منذ نيل حريته، أي أن سمير كان يحمل روحه بين يديه ويحمل معه كفنه بانتظار لحظة الخلود بنيل الشهادة.  العدو الصهيوني فشل طوال السنوات الماضية منذ 2008 من تحقيق ذلك العمل الجبان اغتيال البطل القنطار، وأستمر سمير ببذل كل ما يستطيع لخدمة المقاومة والمقاومين، وتكريس عمله في ساحة الجولان، وفي موقع لا يبعد كثيرا عن أرض الجولان في جرمانا شن العدو الصهيوني غارة على المبنى الذي يتواجد فيه البطل الثائر والمقاوم والمناضل سمير القنطار ليتوج بتاج الكرامة الخالد وهو الشهادة 19/12/2015م على يدي الكيان الصهيوني الإرهابي.

 

حتما عملية استهداف الشهيد البطل سمير القنطار ومن معه من الشهداء سيكون لها ردود فعل من المقاومة، وسيحاول حزب الله الرد بالطريقة التي يراها مناسبة وسيكون الرد موجعا ومؤلما، ورسالة للصهاينة لإثبات القوة والقدرة على الرد، لا سيما عملية الاغتيال للشهيد القنطار ومن معه ضربة موجعة ومؤلمة.

 

الشهيد سمير القنطار رحل بجسده، ولكنه سيبقى رمزا ومدرسة بروحه وفكره الوحدوي لتوحيد جهود الأمة أمام العدو الحقيقي الصهيوني في هذه المرحلة الخطيرة، وقصة خالدة لحياة البطولة والشهادة من قصص الأبطال الثائرين والمقاومين الخالدين، وستروي دمائه الزكية أرض النضال والمقاومة التي ستنجب آلاف المقاومين بفكر وروح وهمة سمير القنطار وبقية الشهداء العظماء في سبيل الحرية والكرامة ومقاومة الاحتلال والطغاة وعودة فلسطين حرة. سمير القنطار بطل حر يستحق الشهادة في ساحة المعركة كما حدث. وكتابه “قصتي” تحكي قصة كفاحه ونضاله .. كتاب يستحق الاقتناء.

 

صحيفة رأي اليوم

أضيف بتاريخ :2015/12/22

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد