آراء ومقالات

معلومات الكاتب :

الاسم :
د. عبد الله الحريري
عن الكاتب :
كاتب سعودي بجريدة الرياض..عضو مؤسس بجمعية (رأي).

بعد مرحلة الغيبوبة من سيحاسب؟


د. عبدالله الحريري

في المجتمعات التي تعيش حالة غير عادية من التحول والتطور واتخاذ التحضر قراراً استراتيجياً قد تدفع في مرحلة من مراحل حياتك فاتورة مواقفك التي تعبر عن هذه الحالة من التحول وأيضاً من بعض التجاوزات والتدني في مستوى الشفافية وحالة حقوق الناس.

أثناء مراحل تحول المجتمعات من مجتمعات بدائية تقليدية إلى مجتمعات قيمية متحضرة ومثقفة سلوكياً تزداد المقاومة للتغيير بغض النظر كان إيجابياً أو سلبياً فردة الفعل الأول الرفض لأي تغيير ويوصف التغيير أو التطوير بأوصاف غير مقبولة اجتماعياً نحث المجتمع على مقاومته لأن من يسعى لذلك أو من يحرض عليه يشعر أنه سيحقق الكثير من المصالح النفسية أو المادية أو حتى الاجتماعية التي حصل عليها في ظل تغيب الحقوق والقانون أو حتى الثقافة بوجه عام والتي عادة ما تلعب دوراً في زيادة الوعي الفردي والاجتماعي ..

فالوعي والثقافة والإيمان بالحقوق لا تخدم تلك المصالح بل ستحد منها أو توقفها وأغلب أولئك المقاومين للحقوق والحريات والمبادئ الإنسانية يكشفون أنهم لا يملكون القدرات والإمكانات المعرفية لمواكبة أو مجاراة أو حتى التفاعل مع التغيير والتعامل مع التحديات فيتخذون موقفاً عدوانياً تجاه تلك الحالة والأشخاص وقد يسببون الكثير من الأذى والتجريح لهم ولمن ينحو منحى المصلحين ومن يهتم بالشأن العام والتطوير، أومن يطالبون بتطبيق القانون وحفظ حقوق الآخرين وكذلك النشطاء سواء نشطاء البيئة أو المجتمع.

دورة حياة التغيير في أي مجتمع قد تأخذ جيلاً كاملاً وهو ما يقرب من أربعين عاماً وقد تكون أقل أو أكثر المهم أن الأشخاص الذين كانوا يعيشون حالة التطور والتغيير تلك أو إعادة الهيكلة الاجتماعية والثقافية وأقصد من يدفعون الفاتورة لمواقفهم وأدوارهم الإيجابية سيجدون أن ما فعلوه وكان يحظى بالمقاومة أصبح في وقت لاحق مقبولاً بل هناك مبالغة كبيرة ومزاحمة ومبالغة في ممارسته على انه كان في يوماً من الأيام من المحذورات، ومن الأمور المخالفة لبعض القيم إذاً هل يعتقد من يعيشون حالة من المقاومة والرفض والعدوان تجاه التغيير والتحول أن تلك الحالة ستنتهي بهم إلى أجل الآجلين، أعتقد أن التاريخ يقول لا والدليل ما يحدث من تحول وتطور في كافة المجتمعات الإنسانية وما كان في السابق وما يحدث الآن في مجتمعاتنا الصاعدة للنمو والعالمية.

هناك ظواهر إنسانية سلوكية تظهر في كل فترة تاريخية وفي كل مجتمع ويقوم عليها أناس يعتقدون أنهم على حق أو أن المجتمع يجب أن يتجه بهذا الاتجاه أو ذاك الاتجاه وقد تصل هذه الظاهرة السلوكية بالمجتمع إلى الصراع والرغبة في فناء الآخر ويعتقد المجتمع أن تلك الظواهر أو التعليمات والمحاذير لها قاعدة أو أساس قيمي سواء أكان دينيا أو تاريخيا ثم نكتشف وننصدم بأن الموضوع لا يغدو كونه نوعا من أنواع الصراع المصلحي أو السياسي أو محاولة فرض رأي فئة على فئة أخرى ولكن أثبت التاريخ أن المصالح وتضارب المصالح هي الأساس أو المكاسب الخفية أو الثانوية .

من الأمور العجيبة في أي حالة من تلك الحالات التاريخية أن تشاهد بأن حطب تلك المرحلة أو ضحاياها يتعاطفون وقد يعطفون على موقد نار تلك الحالة من العدوان وكأنهم يعيشون حالة من التنويم الايحائي أو الغيبوبة المؤقتة وبعده زوال الحالة يفيقون وهم مصدومون ولكن بعد فوات الأوان وقد تخربت ذواتهم وتدنى مستوى تقديرهم لذاتهم وأحدثوا خراباً نفسياً واجتماعياً فيمن حولهم سواء على مستوى العلاقات الحميمية أو العامة.

طيب بعد هذه الحالة من الصراع والخراب والدمار هل تمر مثل تلك الحالات على المجتمعات مرور الكرام دون محاسبة لاحقة أو يسقط حقوق الآخرين بالتقادم ؟

صحيفة الرياض

أضيف بتاريخ :2017/07/30

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد